ويعرف الحدث أيضا باسم "شروق الأرض" (Earthshine)، وهو توهج خافت للجانب "المظلم" للقمر بسبب انعكاس ضوء الشمس من سطح الأرض على القمر.
ولا يظهر هذا التوهج الخافت إلا على سطح القمر الهلالي النحيف عندما يكون القمر قريبا من الأفق خلال الأيام القليلة الأخيرة والأيام القليلة الأولى من دورانه حول الأرض.
ووفقا لوكالة ناسا، فإن المصدر الرئيسي لتوهج القمر الخافت خلال هذا الوقت هو الضوء المنعكس عن غيوم الأرض والجليد البحري.
وسميت الظاهرة نسبة للعالم والفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي الذي شرح الظاهرة لأول مرة في القرن الخامس عشر.
قال خبراء الفضاء إن نهاية هذا الأسبوع هو الوقت المناسب لاكتشاف التوهج الخافت على القمر.
وتختلف شدة سطوع الأرض في شدتها على مدار عام حيث يختلف الضوء المنعكس من الأرض.
و العاكسِية (Albedo)، أو الوضاءة أو البياض، وهي الضوء المنعكس على الأرض، تكون أكثر سطوعا خلال ربيع نصف الكرة الشمالي، مع ذروة أصغر قليلا تحدث في ربيع نصف الكرة الجنوبي. وهذا لأنه خلال فصل الربيع في نصف الكرة الشمالي تميل الأرض نحو الشمس ويستمر تواجد الثلج وجليد الشتاء في الأرجاء.
وبما أن الثلج والجليد يعكسان المزيد من الضوء، فإن سطوع الأرض يكون أكثر إشراقا خلال هذا الوقت من العام مقارنة بالشتاء عندما يتلقى القطب الشمالي القليل جدا من الضوء من الشمس.
وقد يرى الناس على الأرض "توهج دافنشي" قبل أيام قليلة من القمر الجديد في 19 مايو، ولأيام قليلة بعد ذلك نظرا لأن السماء صافية، وفقا لموقع timeanddate.com.
وفي السماء الشرقية، قد يرى الناس الظاهرة بالقرب من وقت شروق الشمس يومي 16 و17 مايو، وعلى الجانب الغربي، قد يشهد مراقبو السماء "توهج دافنشي" في 21-23 مايو، بعد نحو ساعة من غروب الشمس.
وخلال هذه الأوقات، يتوقع الخبراء أن الضوء المنعكس من كوكبنا يمكن أن يكون أكثر سطوعا بنسبة 10%.
ومن الأفضل رؤية الظاهرة بالعين المجردة أو باستخدام مناظير مراقبة النجوم أو تلسكوب صغير جيد.
ويمكن أن تكون هذه الظاهرة مهددة مع ارتفاع درجة حرارة المحيطات، حيث تقل كمية السحب المنخفضة فوق شرق المحيط الهادئ، ما يؤدي بدوره إلى انخفاض طفيف في العاكسية، وبالتالي كثافة "توهج دافنشي"، وفقا للعلماء في مرصد Big Bear الشمسي في كاليفورنيا.
وقبل بضع سنوات، كان يُعتقد أن سطوع الأرض كان في أوج تألقه في الربيع الشمالي، لكن الأبحاث اللاحقة لم تدعم هذا الاستنتاج. ومع ذلك، يتم استخدام دراسة سطوع "شروق الأرض"، والذي يعتمد على الغطاء السحابي للأرض، كطريقة للبحث عن التغيرات في الغلاف الجوي.
ووجدت دراسة نُشرت في عام 2021 في مجلة Geophysical Research Letters، أن الأرض كانت تعكس ضوءا أقل على سطح الجانب المظلم للقمر بسبب الاحترار، ما يؤثر على ظاهرة شروق الأرض.
وفي الفترة ما بين 1998-2017، وجد الباحثون أن كمية الضوء المنعكس من الأرض انخفضت بنسبة 0.5%.
هذا يتوافق مع انخفاض بنحو نصف واط من الضوء لكل متر مربع على مدى عقدين.
وقال الخبراء إن الإشعاع الشمسي المحاصر يمكن أن يسخن المحيط أكثر وقد يؤدي إلى مزيد من تقليل سطوع الأرض.
المصدر: إندبندنت