مباشر

الكويكب الذي قضى على الديناصورات أحدث تسونامي أقوى 30 ألف مرة من نظيره عام 2004

تابعوا RT على
قدم العلماء أول محاكاة عالمية لحدث "تشيككسولوب"، الذي قضى على الديناصورات قبل 66 مليون سنة.

وقال الفريق في الورقة البحثية التي نشرت في مجلة AGU Advances، إن ضربة الكويكب تسببت في حدوث موجات أقوى بمقدار 30 ألف مرة من أمواج تسونامي التي ضربت المحيط الهندي عام 2004، وقتلت أكثر من 230 ألف شخص.

وتصور المحاكاة الجديدة التي قاموا بها، والتي تتكون من مقاطع فيديو وصور، الكويكب الذي يصل قطره إلى تسعة أميال وهو يغرق في الأرض حول خليج المكسيك ويحدث تسونامي كارثيا يصل ارتفاعه إلى ميل اجتاح الكوكب، وأغرق كل شيء.

ووفقا للعلماء، بقيادة فريق من جامعة ميشيغان، فإن  تسونامي انتشرخارج خليج المكسيك وإلى شمال المحيط الأطلسي بعد ساعة واحدة فقط من تأثير "تشيككسولوب" التاريخي.

وبعد 24 ساعة من الاصطدام، عبرت الأمواج معظم المحيط الهادئ من الشرق ومعظم المحيط الأطلسي من الغرب، وبعد 48 ساعة من الاصطدام، وصلت موجات تسونامي إلى معظم سواحل العالم.

ونقب العلماء آلاف الأميال من قاع البحر بحثا عن أدلة على رواسب متآكلة، فتوصلوا إلى نظريتهم بناء على ما وجدوه في أكثر من 100 موقع حول العالم وعلى محاكاة الكمبيوتر.

ومن المعروف بالفعل أن الديناصورات قد تم القضاء عليها بسبب حدث اصطدام "تشيككسولوب" (Chicxulub)، وهو كويكب أو مذنب متهالك اصطدم ببحر ضحل في شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك منذ حوالي 66 مليون سنة.

وبالنسبة لتلك التي لم تقتل مباشرة من جراء الاصطدام، أطلق التصادم سحابة ضخمة من الغبار والسخام أدت إلى تغير المناخ العالمي، ما تسبب في القضاء على 75% من جميع أنواع الحيوانات والنباتات.

واختفت جميع الديناصورات ومعظم الزواحف البحرية، بينما نجت الثدييات والطيور والتماسيح والسلاحف.

وقد استخدم الفريق، في الدراسة الجديدة، برنامج كمبيوترٍ كبير لمحاكاة الدقائق العشر الأولى الفوضوية من الحدث الجائحة، وتضمنت الدراسة التأثيرات وتشكيل الحفرة وبدء بروز موجات التسونامي.

وبناء على نتائج الدراسات السابقة، صمم العلماء كويكبا يبلغ قطره 8.7 ميلا (12.5 كم)، ويتحرك بسرعة 27000 ميل في الساعة (43452 كم/سا).

وأحدث الانفجار فوهة يبلغ عرضها 62 ميلا (100 كم) تقريبا في الأرض وقذف تأثير الاصطدام سحبا كثيفة من السخام والغبار في الغلاف الجوي.

وبعد دقيقتين ونصف من اصطدام الكويكب، دفعت ستارة من المواد المقذوفة جدارا من الماء إلى الخارج من موقع الاصطدام، مشكّلةً لفترة وجيزة موجة ارتفاعها 2.8 ميلا (4.5 كم) هدأت عندما سقطت المقذوفة عائدة إلى الأرض.

وبعد عشر دقائق من وقوع المقذوفة، وعلى بعد 137 ميلا (220 كم) من نقطة التأثير، بدأت موجة تسونامي على شكل حلقة بارتفاع 0.93 ميل (1.4 كم) تجتاح المحيط في جميع الاتجاهات، وفقا للمحاكاة.

وعقب ذلك، تم إدخال نتائج هذه المحاكاة في نموذجين لانتشار تسونامي، يسميان MOST وMOM6 ، لتتبع الموجات العملاقة عبر المحيط.

وأظهرت النماذج أن تسونامي انتشر بشكل رئيسي إلى الشرق والشمال الشرقي في شمال المحيط الأطلسي، وإلى الجنوب الغربي عبر الممر البحري لأمريكا الوسطى (جسم مائي كان يفصل بين أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية) في جنوب المحيط الهادئ.

في تلك الأحواض وفي بعض المناطق المجاورة، من المحتمل أن تكون سرعات التيار تحت الماء  تجاوزت 7.8 بوصات في الثانية (0.6 كم في الساعة)، وهو ما يكفي لتآكل الرواسب الدقيقة الحبيبات في قاع البحر.

وفي المقابل، كان جنوب المحيط الأطلسي وشمال المحيط الهادئ والمحيط الهندي والمنطقة التي هي اليوم البحر الأبيض المتوسط ​​محمية إلى حد كبير من تأثيرات تسونامي القوية، وفقا لمحاكاة الفريق.

وبالإضافة إلى ذلك، راجع العلماء السجل الجيولوجي في أكثر من 100 موقع حول العالم ووجدوا أدلة تدعم توقعات نماذجهم حول مسار تسونامي وقوته.

حتى أنهم وجدوا دليلا على أن التأثير كان محسوسا في أماكن بعيدة، مثل الشواطئ الشرقية لجزر نيوزيلندا الشمالية والجنوبية، والتي تبعد أكثر من 7500 ميل (12070 كم) عن موقع الارتطام في يوكاتان.

وكان يُعتقد في الأصل أن الرواسب النيوزيلندية هي نتيجة النشاط التكتوني المحلي، ولكن بالنظر إلى عمر الرواسب وموقعها مباشرة في المسار النموذجي لتسونامي تصادم "تشيككسولوب"، يعتقد فريق البحث أن لها أصلا مختلفا.

وقالت المؤلفة الرئيسية مولي رينغ: "نشعر أن هذه الرواسب تسجل آثار تأثير تسونامي، وربما يكون هذا هو التأكيد الأكثر دلالة على الأهمية العالمية لهذا الحدث".

ولم يحاول الفريق تقدير مدى الفيضانات الساحلية الناجمة عن التسونامي، لكن نماذجهم تشير إلى أن ارتفاعات أمواج المحيطات المفتوحة في خليج المكسيك قد تتجاوز 328 قدما (نحو 100 متر).

وأصبحت ارتفاعات الموجات هذه أصغر، ما بين 30 إلى 40 قدما (بين 9 إلى 12 مترا)، عندما اقترب التسونامي من المناطق الساحلية في شمال المحيط الأطلسي وأجزاء من ساحل المحيط الهادئ في أمريكا الجنوبية.

ويخطط الفريق الآن لمتابعة الدراسة بنمذجة مدى الفيضانات الساحلية في جميع أنحاء العالم.

المصدر: ديلي ميل

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا