وعمل الفريق أيضا على تطوير تقنية أخرى تسمى تعايش التصاقي غير متجانس (heterochronic parabiosis أو اختصارا HP)، والتي تستفيد من القوة التنشيطية لدم الشباب، وفقا للورقة البحثية التي نُشرت الشهر الماضي في مجلة Cell Stem Cell.
وفي حين أن التعايش الالتصاقي غير المتجانس (HP) معروف منذ الخمسينيات من القرن الماضي، إلا أن العلماء، بمن فيهم أولئك من الأكاديمية الصينية للعلوم في بكين، يقولون إن الآلية الكامنة وراء كيفية قيام الدم الشاب بإعادة الأجسام المسنة إلى "حالة الشباب" ظلت لغزا.
وتتضمن عملية الشيخوخة تنكسا جهازيا لمجموعة متنوعة من الأنسجة والأعضاء، ويتميز بانخفاض تدريجي وانخفاض وظيفي لقدرة الجسم على التجدد.
وفي الدراسة الجديدة، قام العلماء بالتحقيق في آثار هذه التقنية على الفئران على مستوى الخلية الواحدة، ما أدى إلى إنشاء أطلس شامل للتعايش الالتصاقي غير المتجانس (HP) والشيخوخة.
وقاموا بعزل ومقارنة أكثر من 164 ألف خلية مفردة عبر سبعة أعضاء على مدار خمس سنوات لتحديد الآليات الكامنة وراء الشيخوخة والتجديد من هذه التقنية.
وكشف البحث عن تغيرات خلوية وجزيئية في الفئران المسنة والشابة بدقة خلية واحدة.
ووجد العلماء أن التعرض للدم المسن يمكن أن يسرّع من شيخوخة مختلف الأعضاء والأنسجة وأنواع الخلايا في فأر صغير، في حين أن التعرض للدم الفتي يمكن أن يجدد شباب القوارض المسنة.
ويقولون إن التغييرات تحدث من خلال استهداف الخلايا الجذعية غير المتمايزة ومنافذها في الأنسجة المسنة.
وأوضح العلماء أن الخلايا الجذعية لدى البالغين تتجدد ذاتيا باستمرار للحفاظ على خلايا الجسم وإصلاح الأضرار المرتبطة بالعمر، بدعم من الخلايا المجاورة أو المتخصصة.
ووجد الفريق أن الخلايا الجذعية المكونة للدم والخلايا السلفية (HSPCs)، وهي خلايا جذعية تنتج خلايا الدم والمناعة الأخرى، هي من بين أكثر الخلايا حساسية للدم الشاب.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة ما شواي لصحيفة "ساينس آند تكنولوجي ديلي" الصينية: "معظم الدراسات السابقة ذات الصلة أظهرت فقط ظاهرة التجديد، ولم تكشف بشكل كاف عن الآليات الأساسية".
وألقت الضوء أيضا على العوامل الرئيسية الوسيطة للتأثيرات على الخلايا الجذعية المكونة للدم والخلايا السلفية وأهدافها الخلوية.
ويقول العلماء إن نتائج الدراسة الحديثة توفر أدلة أساسية لمزيد من البحث حول الأهداف والعلاجات المحتملة للتدخل في الشيخوخة.
وكتب الفريق في الورقة البحثية: "يشكل عملنا موردا قابلا للتعدين لتعزيز فهمنا للعوامل الجهازية المرتبطة بالشيخوخة وكيف يمكن استهدافها للتخفيف من الشيخوخة".
ومع ذلك، يقول العلماء إنه في طرق مثل التعايش الالتصاقي غير المتجانس (HP) للتجديد، قد لا يكون الدم الشاب في حد ذاته دواء فعالا.
ولكنهم يقولون إن أساليب "مصاصي الدماء" هذه يمكن أن تلقي مزيدا من الضوء على مثبطات الدم القديم التي يمكن أن تستهدف إبطاء الشيخوخة.
وفي دراسة أخرى نُشرت في مارس الماضي، عكس العلماء علامات الشيخوخة لدى الفئران متوسطة العمر وكبار السن. وفي هذه الدراسة، قام العلماء بإعادة تعيين أنسجة القوارض جزئيا إلى حالات أكثر شبابا باستخدام مزيج من الجزيئات في الخلايا المسنّة.
المصدر: إندبندنت