وتشير مجلة Nature Communications، إلى أن آخر الجسور الأرضية التي كانت تربط القارة القطبية الجنوبية مع أستراليا وأمريكا الجنوبية انقطعت قبل 34 مليون عام، عندما عزلت الصدوع التكتونية القارة القطبية الجنوبية عن الكتل الأرضية الأخرى. ولكن لماذا بعد هذه الحادثة، أصبحت القارة الجنوبية أكثر برودة وازداد سمك الغطاء الجليدي. لم يكن لدى العلماء إجابة واضحة عن ذلك حتى الآن.
وقد أظهرت نمذجة محاكات حركة التيارات في المحيطات، التي أجراها علماء من بريطانيا وهولندا وأستراليا وألمانيا والنرويج، أن السبب قد يكون تعميق الممرات البحرية في المحيط الجنوبي بمئات الأمتار قبل 34 مليون عام، ما أدى إلى تبريد شديد للمياه السطحية وتشكل تيار محيط قطبي حول القارة القطبية الجنوبية، لا يسمح للدوامات شبه القطبية بنقل المياه السطحية الدافئة إلى ساحل القارة.
ويعتقد الباحثون، أنه بالإضافة لانخفاض تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي خلال تلك الفترة، لعبت الصدوع التكتونية دورًا حاسما في أول تجمد في القارة القطبية الجنوبية وتغير المناخ العالمي. نتيجة لذلك، بدأت الصفائح الجليدية في التكون ليس فقط في القارة القطبية الجنوبية، بل وفي أجزاء أخرى من الكوكب أيضا.
وحاول العلماء سابقا تقييم دور تعميق الممرات البحرية المحيطة بالقطب في تشكل الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي مقارنة بانخفاض كمية غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي ، لكن اتضح أن هذين العاملين مرتبطان ارتباطًا وثيقًا.
وتشير الدكتورة كاترينا هوشموت من جامعة ليستر البريطانية، إلى انه يجب في مثل هذه الدراسات، أخذ الظروف الجوية والبيانات الجغرافية القديمة بالاعتبار.
ويعتقد الباحثون، أنهم وجدوا الجواب عن السؤال القديم بشأن تكون جليد القطب الجنوبي بفضل رفع مستوى التفاصيل في نمذجة العمليات.
ويعتقد الباحثون، أنه يجب استخدام نفس الأسلوب في نماذج المناخ العالمي، التي يستخدمها الخبراء للتنبؤ بالتغيرات المناخية على كوكب الأرض.
المصدر: نوفوستي