وأعلن العلماء عن اكتشاف حفريتين لجمجمة شبه مكتملة للديناصور الآكل للنباتات في "جيمسون لاند"، شرق غرينلاند.
ويحمل هذا النوع الجديد من الديناصورات الاسم العلمي Issi saaneq، والذي يعني في لغة الإنويت المحلية "العظم البارد" (Cold Bone).
وصُنّف الديناصور في السابق ضمن نوع معروف آخر للديناصورات، وعاش خلال أواخر العصر الترياسي منذ نحو 214 مليون سنة، عندما كان شرق غرينلاند متصلا بأوروبا.
وينتمي ديناصور "العظم البارد" إلى مجموعة من الديناصورات طويلة العنق تسمى أشباه سحليات الأرجل أو شبيهات عظائيات الأرجل (sauropodomorphs)، والتي تشمل الصربوديات.
وتطورت بعض أكبر الحيوانات الأرضية على الإطلاق من هذه المجموعة، بما في ذلك الديبلودوكس.
وقام فريق دولي من علماء الحفريات من البرازيل والبرتغال وألمانيا والدنمارك بتفصيل الأنواع في دراسة نشرت في مجلة Diversity.
وقال مؤلف الدراسة فيكتور بيناري في جامعة "نوفا دي لشبونة" بالبرتغال: "بالمقارنة مع الديناصورات طويلة العنق التي جاءت بعد ذلك، كان Issi saaneq حيوانا صغيرا جدا".
ويمكن أن يصل طول بعض الصوروبود إلى أكثر من 80 قدما ويزن أكثر من 65 طنا.
ويوضح العلماء أن الأنواع الجديدة هي من أوائل أنواع أشباه سحليات الأرجل التي عاشت في نصف الكرة الشمالي.
وكان ديناصورا متوسط الحجم وطويل العنق، وكان أول أشباه سحليات الأرجل التي تصل إلى خطوط عرض تزيد عن 40 درجة شمالا (بالقرب من وسط إسبانيا وشمال كاليفورنيا).
واستعاد علماء الحفريات من جامعة هارفارد البقايا، والتي تحتوي على جمجمتين مكتملتين تقريبا، في بعثات استكشافية إلى غرينلاند خلال أوائل التسعينيات.
لكن العلماء لم يتمكنوا من دراسة البقايا بشكل صحيح وتصنيفها كنوع جديد، إلا الآن.
ووقع مسح كلا الجمجمتين باستخدام التصوير المقطعي المحوسب الدقيق وتقسيمهما، ما سمح بتصور الهياكل الداخلية والعظام التي لا تزال مغطاة بالرواسب.
وقام الفريق الدولي بعد ذلك بإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد للبقايا المتاحة للتنزيل على موقع MorphoSource.
وكانت الجمجمتان في يوم من الأيام ملكا لديناصور يافع، وآخر أكبر سنا، والاختلافات بين الاثنين طفيفة وتتعلق فقط بالحجم، ما يدل على أنهم من نفس النوع.
وقال مؤلف الدراسة الدكتور أوليفر وينغز في جامعة مارتن لوثر هاله: "إن العيّنتين غير الناضجين بشكل كامل من Issi saaneq اللتين لدينا، على الأرجح تعودان لديناصورات يبلغ طولها في نطاق أربعة إلى خمسة أمتار وبحد أقصى تزن ما بين 500 إلى 600 كيلوغرام".
وقال فيكتور بيكاري في مدرسة نوفا للعلوم والتكنولوجيا في ألمادا، البرتغال: "الجمجمتان فريدتان في العديد من جوانب تشريحهما، مثل أبعاد العظام وأشكالها. هذه العينات تتعلق بالتأكيد بأنواع جديدة".
وخلال فترة أواخر العصر الترياسي، ارتبط شرق غرينلاند بما يعرف الآن بأوروبا. ولكن خلال حياة كولد بون، انهارت القارة العملاقة بانجيا وبدأ المحيط الأطلسي في التكون.
ولذلك كانت غرينلاند بيئة انتقالية بين المناطق الداخلية الجافة في بانجيا، والأجزاء الطرفية الرطبة من القارة.
وفي هذا الوقت، كانت حيوانات شرق غرينلاند متنوعة، مع الأسماك الكبيرة، والبرمائيات، وبعض الديناصورات الأولى.
وقال مؤلف الدراسة لارس كليمينسن من جامعة كوبنهاغن: "في ذلك الوقت، كانت الأرض تمر بتغيرات مناخية سمحت لأول ديناصورات آكلة للنبات بالوصول إلى أوروبا وما وراءها".
المصدر: ديلي ميل