وعثر على أكثر من 100 بيضة كاملة مع بقايا جنين بداخلها، في مقبرة للديناصورات في تكوين لاغونا كولورادا في باتاغونيا، الأرجنتين، ما يوفر أول دليل في العالم على سلوك القطيع.
وتظهر عمليات المسح أنها تنتمي إلى نفس النوع، وهو ديناصور عشبي بدائي طويل العنق يسمى Mussaurus patagonicus، وهو سلف مبكر بحجم الزرافة من الديناصورات طويلة العنق مثل brachiosaurus، وفقا لفريق علماء الحفريات من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وتعود البيوض، التي تحتوي على أجنة بداخلها، إلى 193 مليون سنة، إلى حقبة الدهر الوسيط، أي قبل نحو 40 مليون سنة من التقديرات السابقة لبدء سلوك القطيع.
كما احتوى الموقع في الأرجنتين على عظام متحجرة لـ80 ديناصورا صغيرا وبالغا، مجمعة حسب أعمارها المختلفة في مساحة تبلغ نحو نصف ميل مربع على الحواف الجافة للبحيرة.
وقال الفريق إن البيض والفقس كانا في منطقة واحدة، وكانت البالغة في الجوار والكبار منتشرة في جميع الأنحاء، في نموذج لهيكل اجتماعي معقد.
وعملت الديناصورات كمجتمع، حيث كانت تضع بيضها في أرض تعشيش مشتركة، وفقا للمؤلف المشارك في الدراسة الدكتور جهاندار رامزاني.
ويبلغ حجم البيض حجم بيضة الدجاجة تقريبا، وباستخدام أحدث صور الأشعة السينية، تمكن الفريق من فحص المحتويات دون تفكيكها.
ووجدوا داخل البيض أجنة محفوظة بشكل جيد ما سمح لهم بتأكيد هوية Mussaurus patagonicus.
ووصل طول الديناصور النباتي إلى 20 قدما ووزنه أكثر من طن. وعاشت هذه الأنواع في أوائل العصر الجوراسي، وهي عضو في الصوروبوديات (أشباه سحليات الأرجل).
وتشير الحفريات إلى وجود أرض تعشيش جماعي فيما قام الكبار برعاية الصغار كقطيع، وفقا للدكتور رمزاني.
ويعمل فريق دولي يضم خبراء من الأرجنتين وجنوب إفريقيا، على التنقيب عن الرواسب القديمة منذ عام 2013.
ووفقا للدكتور رامزاني، قد يكون العيش في قطعان هو ما أعطى Mussaurus patagonicus وغيره من أشباه سحليات الأرجل ميزة تطورية.
واكتشفت حفريات أشباه سحليات الأرجل المبكرة لأول مرة في تكوين لاجونا كلورادا منذ نحو 50 عاما.
وأطلق عليها العلماء اسم Mussaurus، والذي يُترجم إلى "سحلية الفأر"، حيث افترضوا أنها تنتمي إلى ديناصورات صغيرة.
والعثور على هياكل عظمية أكبر في وقت لاحق، يشير إلى الحجم الكبير للبالغة من هذا النوع من الديناصورات.
وتواجدت العظام في ثلاث طبقات رسوبية متقاربة معا، ويعتقد أن المنطقة كانت أرضا خصبة لتكاثر الأنواع.
ويوجد ضمن مجموعة واحدة 11 هيكلا عظميا مفصليا للديناصورات الأحداث متشابكة ومتداخلة مع بعضها البعض، كما لو تم إلقاؤها معا فجأة.
ويُعتقد أن هذا القطيع من Mussaurus مات بشكل متزامن ودُفن بسرعة.
وجرى تأريخ الحفريات بدقة من خلال التحليل الكيميائي للرماد البركاني من ثوران بعيد، مع دفن الديناصورات بواسطة غبار الرياح في نفس الوقت الذي ترسب فيه الرماد البركاني.
وأشار الدكتور رامزاني إلى أن هذه الدراسة تقدم أول دليل مؤكد على السلوك الاجتماعي في الديناصورات. موضحا: "لكن فهم علم الحفريات يقول، إذا وجدت سلوكا اجتماعيا في هذا النوع من الديناصورات في هذا الوقت، فلا بد أنه قد نشأ في وقت سابق".
وتم نشر النتائج مفصلة في مجلة Scientific Reports.
المصدر: ديلي ميل