وتصور عمليات إعادة البناء الرقمية الرجال في سن 25 عاما بناء على بيانات الحمض النووي المستخرجة من بقاياهم المحنطة.
ويشار إلى الثلاثي باسم JK2134، الذي يرجع تاريخه إلى 776-569 قبل الميلاد، وJK2888، والذي يقدر أنه عاش بين 97-2 قبل الميلاد، وJK2911، ويعتقد أنه عاش بين 769-560 قبل الميلاد.
وجاءت المومياوات من أبو صير الملق، وهي مدينة مصرية قديمة تقع على سهل فيضان جنوب القاهرة، ودُفنت بين عام 1380 قبل الميلاد و425 م.
وعمل متخصصون في معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في توبنغن بألمانيا، على إجراء تسلسل الحمض النووي للمومياوات في عام 2017، وفقا لتقرير نشره موقع "لايف ساينس" في ذلك الوقت، وذكر أنها أول عملية إعادة بناء ناجحة لجينوم مومياء مصرية قديمة.
واستخدم فريق العلماء في Parabon NanoLabs، وهي شركة لتكنولوجيا الحمض النووي في ريستون بولاية فرجينيا، تلك البيانات الجينية لإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد لوجوه المومياوات من خلال عملية تسمى التنميط الظاهري للحمض النووي الشرعي، والتي تستخدم التحليل الجيني للتنبؤ بشكل ملامح الوجه، والجوانب الأخرى للمظهر الجسدي للشخص.
وقال ممثلو شركة Parabon NanoLabs في بيان: "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إجراء نمط ظاهري شامل للحمض النووي على الحمض النووي البشري في هذا العصر". وكشف العلماء عن وجوه المومياوات يوم 15 سبتمبر في الندوة الدولية الثانية والثلاثين حول تحديد هوية الإنسان في أورلاندو بفلوريدا.
واعتمد العلماء طريقة تنميط ظاهري تسمى Snapshot للتنبؤ بنسب الرجال ولون بشرتهم وملامح وجوههم. ووجدوا أن الرجال ذوو بشرة بنية فاتحة وعيون وشعر بألوان داكنة.
وكشف البيان أن تركيبهم الجيني، بشكل عام، كان أقرب إلى تركيبة الأفراد المعاصرين في منطقة البحر الأبيض المتوسط أو الشرق الأوسط مما كانت عليه بالنسبة للمصريين المعاصرين.
وأنشأ الفريق بعد ذلك شبكات ثلاثية الأبعاد تحدد ملامح وجوه المومياوات، وحساب خرائط الحرارة لتسليط الضوء على الاختلافات بين الأفراد الثلاثة وتحسين تفاصيل كل وجه.
ثم دمج فنان الطب الشرعي في Parabon NanoLabs هذه النتائج مع تنبؤات Snapshot حول الجلد والعين ولون الشعر.
وتشير إيلين جريتاك، مديرة المعلوماتية الحيوية في Parabon NanoLabs إلى أن العمل مع الحمض النووي البشري القديم قد يكون أمرا صعبا لسببين: غالبا ما يكون الحمض النووي متحللا للغاية، وعادة ما يتم مزجه مع الحمض النووي البكتيري.
وأوضحت جريتاك: "بين هذين العاملين، يمكن أن تكون كمية الحمض النووي البشري المتاحة للتسلسل صغيرة جدا".
ومع ذلك، نظرا لأن الغالبية العظمى من الحمض النووي مشترك بين جميع البشر، لا يحتاج العلماء إلى الجينوم بأكمله للحصول على صورة مادية لشخص ما. وبدلا من ذلك، يحتاجون فقط إلى تحليل نقاط معينة في الجينوم تختلف بين الناس، والمعروفة باسم تعدد أشكال النوكليوتيدات المفردة (SNPs). وقالت جريتاك إن العديد من هذه النيوكلوتايد المفردة ترمز للاختلافات الجسدية بين الأفراد.
ورغم هذا، فإنه في بعض الأحيان لا يوفر الحمض النووي القديم ما يكفي من النيوكليوتيدات المفردة لتحديد سمة معينة. وعندئذ يمكن للعلماء استبدال البيانات الجينية الغائبة بقيم بديلة تأتي من تعدد الأشكال الأخرى القريبة، بحسب جانيت كادي، عالمة المعلومات الحيوية في شركة Parabon NanoLabs.
المصدر: لايف ساينس