وتشير مجلة Nature، إلى أن هذه الدراسة كانت مكرسة لمعرفة تاثير الأدوية والعقاقير المختلفة في نشاط بكتيريا الأمعاء. واتضح للباحثين، أن بعض أنواع البكتيريا التي تعيش في أمعاء الإنسان قادرة على تخزين أنواع من الأدوية، ما قد ينعكس على تأثيرها العلاجي.
ويعتقد الباحثون، أن فعالية الدواء قد تنخفض ليس بسبب تخزين جزء من مكوناته في ميكروبيوم الأمعاء، بل نتيجة ظهور آثار جانبية على خلفية تغير تركيب ونشاط البكتيريا.
وتجدر الإشارة، إلى أن الأمعاء البشرية هي موطن لمئات الأنواع من البكتيريا، التي تلعب دورا مهما في عمل الجسم. ويمكن أن يكون تركيب ميكروبيوم الأمعاء مختلفا ويؤثر مثلا في شدة الجلطة الدماغية، وتطور أمراض القلب والأوعية الدموية وفي الوظائف العقلية. كما أن الميكروبيوم الصحي قادر على تحسين وظائف الدماغ وحتى يساعد على تخفيف مسار "كوفيد-19". لذلك أثار التغير غير المرئي لميكروبيوم الأمعاء بسبب الأدوية التقليدية قلق الباحثين.
وقد أجرى الباحثون 375 اختبارا لتأثير 15 دواء شائعا في 25 نوعا من بكتيريا الأمعاء. واكتشفوا أنه في 70 حالة تتفاعل البكتيريا مع الأدوية، 29 منها لم تسجل سابقا.
واتضح للباحثين، أن الأدوية التي تخزنها البكتيريا، هي دولوكستين المضاد للاكتئاب، ودواء روسيغليتازون المستخدم في علاج السكري. وأن بعض انواع البكتيريا تتفاعل مع أدوية لعلاج الربو والمضادة للالتهابات، حيث أن بعض أنواع البكتيريا تخزنها والبعض الآخر يغير تركيبه الكيميائي.
واكتشف الباحثون، أن تخزين الأدوية يؤثر في عملية التمثيل الغذائي الطبيعي لبكتيريا الأمعاء. فمثلا، يرتبط دولوكستين بالعديد من الإنزيمات التي تنتجها البكتيريا، ما يغير تكوين نواتج نشاطها الحياتي.
ويشير الباحثون، إلى أنه مؤخرا بدأ العلماء ينتبهون إلى التأثير الكبير المتبادل بين بكتيريا الأمعاء والأدوية. لذلك يقترحون دراسة ميكروبيوم الأمعاء كعضو كامل داخل الجسم.
المصدر: فيستي. رو