ووجدت دراسة استقصائية شملت أكثر من 800 شخص أن الرجال "الذكوريين" (الذين يتبعون المفاهيم التقليدية للسمات الذكورية) يدّعون أنهم يأكلون لحوم البقر والدجاج أكثر من الإناث.
وأظهر باحثون في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، أن أولئك الرجال أقل ميلا إلى التحول إلى نظام غذائي نباتي مقارنة بنظرائهم ممن هم أقل تشبثا بالسلوكيات الذكورية التقليدية.
وألقى الباحثون في مجلة Appetite، باللوم، في هذا الاتجاه، على التصور السائد بأن "الرجال الحقيقيين يأكلون اللحوم".
وقال مؤلف الدراسة دانييل روزنفيلد لصحيفة "ذي صن" البريطانية: "يُنظر إلى اللحوم على أنها طعام ذكوري تقليدي. والرجال الذين يتناولون وجبات نباتية يعتبرون في الواقع أقل رجولة".
ووفقا للدراسة الجديدة، يجب أن تتغير هذه الصورة النمطية إذا أرادت البشرية تقليل تناول اللحوم لإنقاذ نفسها من تغير المناخ الكارثي.
ويساهم إنتاج اللحوم والألبان بشكل كبير في الاحتباس الحراري، حيث يمثل 14.5% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في جميع أنحاء العالم.
وأوضح روزنفيلد بالقول: "إن تقليل كمية اللحوم التي نتناولها يحد من استخدام المياه، وتلوث المياه، وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري".
وتابع: "من بين جميع اللحوم، تشكل لحوم البقر تهديدا خاصا لكوكبنا، حيث يستهلك إنتاجها معظم المياه ويطلق معظم الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي. وإذا تمكنا من التغلب على الصورة النمطية التي تقول إن الرجال الحقيقيين يأكلون اللحوم، فيمكننا على الأرجح تقليل كمية لحوم البقر التي يأكلها الرجال وتحسين صحة الإنسان وصحة الكوكب في نهاية المطاف".
وأظهرت الأبحاث السابقة أن الرجال، مقارنة بالنساء، يأكلون المزيد من اللحوم وهم أقل انفتاحا على أن يصبحوا نباتيين.
ومن أجل دراستهم، شرع فريق جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس UCLA في التحقيق في كيفية تفسير معتقدات الرجال حول رجولتهم الخاصة بكمية اللحوم التي يأكلونها.
وأجروا مسحا شمل 813 شابا بالغا لمعرفة ما إذا كانت رجولتهم أثرت على مقدار تناولهم لأربعة لحوم: لحم البقر ولحم الخنزير والدجاج والأسماك.
وطلب من المشاركين الرد على مقياس من واحد (أنثوي جدا) إلى سبعة (ذكوري جدا) على عبارات مثل "أنا أعتبر نفسي ..."، و "تقليديا، يُعتبر مظهري الخارجي ...". ثم تمت مطابقة "رجولتهم" المحددة ذاتيا مع عاداتهم الغذائية.
ووجد الباحثون أن الرجال الذكوريين يأكلون المزيد من اللحم البقري والدجاج، ولكن نفس الكمية تقريبا من السمك ولحم الخنزير، مثل الرجال الأقل اتباعا للسلوكيات الذكورية.
وكان الرجال "الذكوريون" أكثر عرضة للإبلاغ عن عدم نيتهم أن يصبحوا نباتيين في المستقبل.
وقال روزنفيلد: "اللحوم مقولبة على أنها طعام ذكوري، وهذا يجعل الرجال يرغبون في تناول المزيد من اللحوم، إنها طريقة بالنسبة لهم ليشعروا بالذكورة".
وأظهرت النتائج أيضا أن الرجال بشكل عام يأكلون لحوم الأبقار أكثر من النساء، حيث تم استطلاع 893 منهم من قبل الفريق.
ومن المرجح أن يعيد البحث إشعال الجدل الدائر حول استهلاكنا للحوم وتأثيره على صحة الكوكب.
وتساهم صناعة اللحوم في الاحتباس الحراري لأن الأبقار والحيوانات الأخرى تنتج غاز الميثان، وهو أحد الغازات الدفيئة القوية.
وبينما تسلط مجموعات مثل Greenpeace الضوء على تأثير نظامنا الغذائي في المناخ كسبب وراء تناول اللحوم، فمن المهم منح الناس خيارا.
كما أن صناعة اللحوم ليست أكبر مصدر لانبعاث غازات الاحتباس الحراري. فالنقل مسؤول عن 29% من الانبعاثات، في حين أن توليد الكهرباء يمثل 25%.
المصدر: ذي صن