وعثر على قناع احتفالي ذهبي عمره 3000 عام، ربما كان يرتديه كاهن ويستخدم لأغراض القربان، فضلا عن أكثر من 500 قطعة، اكتشفت في ستة حفر مستطيلة في موقع Sanxingdui الشهير في الصين.
وتشمل الآثار الثقافية التي لا تقدر بثمن، زخارف على شكل طائر ونوعين من الحرير وتمثالا برونزيا مزينا بصور "الوحوش".
وكان نحو نصف قناع الذهب فقط ما يزال سليما تماما، لكن الخبراء يعتقدون أنه يحتوي على 84% من الذهب الخالص، وفي حالته الأصلية يزن ما يقرب من 500 غرام.
وقال العلماء الذين بدأوا الحفر في الموقع منذ عام 2019، إن معظم العناصر الأثرية الـ500 صنعت من الذهب والبرونز واليشم والعاج، وفقا لصحيفة South China Morning Post.
ويعتقدون أن الحفر ربما تم استخدامها لأغراض التضحية من قبل أفراد حضارة لم تكن معروفة حتى الآن، وأن الأشياء الموجودة بداخلها قد تم حرقها بشكل طقوسي قبل دفنها.
وتمت مشاركة النتائج في منشور مدونة من قبل حكومة تشنغدو، عاصمة مقاطعة سيتشوان بجنوب غرب الصين.
ويعد Sanxingdui موقعا أثريا معروفا ونقطة جذب سياحية خارج مدينة تشنغدو، منذ اكتشاف أطلاله لأول مرة في عام 1929، وأصبح بعد ذلك مصدر مفاجآة سارة لعلماء الآثار، الواحدة تلو الأخرى، بعد عقود من التنقيب والبحث.
وسيساعد القناع والنتائج الجديدة المثيرة الأخرى في تعميق فهم العلاقة الثقافية بين سهل تشنغدو والمناطق المحيطة، وفقا للمسؤولين، على الرغم من أن الكثير من الغموض ما يزال يحيط بالقناع الذهبي.
وقال خبير لم يذكر اسمه في المنشور: "في الوقت الحالي، يُستدل على أن هذا القناع الذهبي يستخدم للتضحية، ولكن نظرا لأنه أكبر بكثير من وجه الإنسان، فمن غير المرجح أن يرتديه شخص ما. وما يزال من المستحيل التوصل إلى نتيجة دقيقة في الوقت الحاضر، وهناك حاجة إلى مزيد من الحفريات الأثرية".
وإذا كان الوزن الكامل لهذا القناع الذهبي أكثر من 500 غ، فإن هذا سيجعله أكبر قناع ذهبي موجود في الصين، بالإضافة إلى كونه أثقل جسم ذهبي موجود في البلاد.
وعثر على القناع في الحفرة رقم خمسة من أصل ستة، ولكن يتم الآن أيضا التنقيب عن حفرتين أخريين، والتي يمكن أن تكشف عن النصف الآخر للقناع.
وفي حفرة القرابين رقم ثلاثة، اكتشف العلماء تمثالا برونزيا مربع الشكل "نادرا ومحفوظا جيدا ومزينا بشكل رائع"، يُطلق عليه اسم "الفم الكبير".
والتمثال الذي يبلغ ارتفاعه قدمين، وهو على الطراز الجنوبي النموذجي لأسرة شانغ الراحلة التي حكمت في الألفية الثانية قبل الميلاد، مزين برؤوس الحيوانات والطيور.
وأشار علماء الآثار إلى أنهم عثروا على نوعين من الحرير أحدهما في رماد حفرة القرابين وكمية كبيرة من آثار حرير آخر ملفوف حول الأواني البرونزية.
ويوضح المنشور: "الحرير بمثابة ناقل ووسيط للتواصل بين السماء والأرض والإنسان والله. ويجب عدم استخدام الحرير القديم في صناعة الملابس الجميلة، بل يجب استخدامه للتواصل مع العالم والناس والآلهة".
ويجسد الحرير ودودة القز والتوت مفهوم الانسجام بين الإنسان والطبيعة بخصائص صينية.
المصدر: ديلي ميل