واعتاد علماء الآثار على اكتشاف الأشياء الغريبة والرائعة عند فحص آثار مصر القديمة، لكن من غير المعتاد العثور على دليل على حيوان منقرض. ومع ذلك، هذا هو بالضبط ما وجدوه عند النظر في قبر فرعوني.
ووقع اكتشاف رسومات 6 إوزات لأول مرة منذ 150 عاما في عام 1871 في هرم ميدوم جنوب القاهرة، واستغرق الأمر كل هذه الفترة لتحديد نوعين مختلفين من الإوز مقارنة بما هو موجود حاليا.
وقام أنتوني روميليو، عالم الأحياء التطوري من جامعة كوينزلاند في أستراليا، بفحص الإوزات الست، التي تم رسمها قبل 4600 عام.
واعتقد باحثون سابقون أن الألوان الغريبة على اثنتين من الإوزات تعود إلى "رخصة فنية" (مصطلح يستخدم للإشارة إلى تشويه الحقيقة).
وأربع من الإوزات هي أنواع معروفة، وهي من نوع الإوز أبيض الجهة، والإوز الأربد (الرمادي)، والتي ما تزال موجودة في جميع أنحاء أوروبا ونصف الكرة الشمالي.
لكن الدكتور روميلو استخدم طريقة تعرف باسم Tobias criteria لإعطاء منظور جديد لاثنين من النقوش.
ووجد أن لهما نمطا أحمر مميزا على الصدر عند قاعدة الرقبة، والذي يختلف عن الإوزة حمراء الصدر التي ما تزال تعيش حتى اليوم.
وعلى الرغم من أن الأنواع متشابهة، إلا أن هناك اختلافات واضحة كما هو موضح في مقبرة ميدوم.
وقال الدكتور روميلو: "لقد طبقت معايير Tobias criteria على الإوزة، إلى جانب أنواع أخرى من الإوز في اللوحات الجدارية. وهذه طريقة فعالة للغاية في تحديد الأنواع، باستخدام القياسات الكمية لسمات الطيور الرئيسية، وتقوي بشكل كبير قيمة المعلومات لعلم الحيوان والبيئة".
وكشف التحليل أن زوج الإوز المثير للجدل مختلف جدا عن الإوز أحمر الصدر الآخر ليكون من نفس النوع. وشمل ذلك مجموعة من الريش الكبير والمميز ما يجعلها فريدة من نوعها بالنسبة للإوزات الأربع الأخرى الموضحة في هرم ميدوم.
وأوضح روميلو: "على ما يبدو لم يدرك أحد أنها تصور كائنات مجهولة. يمكن أن يفسر الترخيص الفني الاختلافات مع الإوز الحديث، ولكن الأعمال الفنية من هذا الموقع لها صور واقعية للغاية للطيور والثدييات الأخرى. ومن منظور علم الحيوان، فإن العمل الفني المصري هو التوثيق الوحيد لهذا الإوز ذي النقوش المميزة، والذي يبدو الآن أنه انقرض عالميا".
وأضاف الدكتور روميلو أن العديد من أنواع الطيور المجهولة ازدهرت في مصر منذ 4600 عام، عندما كان المناخ مختلفا وكان أكثر خضرة مع وفرة المياه، على عكس طغيان الصحراء اليوم.
وأشار: "ظهرت ثقافتها القديمة عندما كانت الصحراء خضراء ومغطاة بالأراضي العشبية والبحيرات والغابات، تعج بالحيوانات المتنوعة، وكثير منها صورت في المقابر والمعابد. وأكد العلم الآن، هوية عدد قليل نسبيا من هذه الأنواع".
المصدر: إكسبريس