وتشير مجلة PLOS ONE، إلى أن الباحثين درسوا أول مومياء مغلفة بالطين، باستخدام طرق التصوير المقطعي، واكتشفوا تفاصيل مثيرة عن تركيب "التابوت الطيني".
وقد درس الفريق العلمي برئاسة الدكتور كارين سوادا، من قسم التاريخ بجامعة ماكواري، المومياء المحفوظة في متحف جامعة سيدني، التي اشتراها تشارلز نيكلسون، خلال زيارته لمصر عام 1860، وهي في تابوت خشبي وأهداها إلى متحف الجامعة. وتشير الكتابة الموجودة على التابوت، إلى أنها امرأة اسمها ميروا. ويعتقد الخبراء استنادا إلى طبيعة هذه اللوحة، أنها تعود إلى حوالي 1000 عام قبل الميلاد.
وكان الخبراء بعد إجراء أول تصوير مقطعي لهذه المومياء عام 1999 يعتقدون أن الغلاف الطيني، هو مثيل لغلاف الراتنج الواقي، الذي كان يستخدم أحيانا في تحنيط مومياوات أفراد العائلة المالكة خلال الفترة من أواخر المملكة الحديثة، إلى الأسرة الحادية والعشرين (حوالي 1294-945 قبل الميلاد).
ولكن الآن وبعد استخدام أحدث التقنيات، تمكن العلماء من اكتشاف تفاصيل مثيرة للغلاف الطيني ولجسم المومياء. فقد اكتشفوا وجود رسوم على السطح العلوي للغلاف الطيني، ويحتمل أنه بمثابة تابوت، أما التابوت الخشبي الذي كانت فيه المومياء، فلا علاقة له بها.
ووفقا للباحثين، في التابوت الطيني جسم إنسان عمره 26-35سنة، وتشير عظام الحوض والجمجمة إلى أنها امرأة. وتبين أن عمر الكفن الكتاني الذي يلف جسم المومياء باستخدام الكربون المشع هو 1113-1299 سنة قبل الميلاد. وهذا يعني أنه أقدم من التابوت الخشبي، الذي وضعت فيه المومياء من قبل التجار، من أجل بيع المجموعة بكاملها.
وقد كشف التصوير الثلاثي الأبعاد للمقطع العرضي، للتابوت الطيني، أنه يتكون من طبقتي طين وقش بينهما قماش كتاني. وأظهر التحليل الجيوكيمائي، أن الجانب العلوي للغلاف مطلي بصبغة بيضاء أساسها الكالسيت، ومن ثم باللون الأحمر.
وأظهرت الصور الداخلية للمومياء، أن الجسد تضرر بعد فترة قصيرة من تحنيطه، وأن الغلاف الطيني حافظ على وحدته. ويعتقد الخبراء أنه بالإضافة إلى ذلك، كان استخدام الغلاف الطيني نوعا من تقاليد دفن النخبة.
ويشير الباحثون، إلى أن الأدبيات المتعلقة بعلم الآثار في مصر القديمة، لا تذكر مثل هذه الطريقة للحفاظ على الجثث المحنطة. وهذا الاكتشاف يشير إلى تنوع ممارسات الدفن في عصر المملكة الحديثة.
المصدر: نوفوستي