وتغطي هذه الاكتشافات مئات الآلاف من السنين من تاريخ البشرية، بدءا من العصر الجليدي إلى العصور الوسطى. ونشر "لايف ساينس" تفاصيل تضم بعضا من أهمها:
عصا رمي العصر الجليدي
تأخذنا المحطة الأولى في جولة إلى العصر الجليدي، حيث استخدم الجنس المنقرض الآن Homo heidelbergensis، أدوات للصيد، تشمل عصا الرمي، التي عُثر عليها في ألمانيا ويبلغ طولها زهاء 25 بوصة (64.5 سم)، ونُشر تقرير عنها لأول مرة في أبريل في مجلة Nature Ecology & Evolution.
ويعود تاريخها إلى 300000 عام، وكان من الممكن استخدامها لجرح أو قتل فريسة صغيرة، مثل الأرانب والبجع والبط، وفقا لجامعة توبنغن. واستخدم Homo heidelbergensis الرماح الطويلة للصيد. واختفت معظم هذه الأسلحة الخشبية منذ زمن بعيد، لكن موقع شونجن الألماني يحتفظ بأمثلة استثنائية لمحاكاة الصيد القديم هذا.
سيف قديم جدا
ما كان يُعتقد أنه سيف من العصور الوسطى يتواجد في متحف غامض، هو في الواقع أحد أقدم السيوف التي اكتُشفت على الإطلاق.
ورُصد السلاح البسيط في دير سان لازارو ديجلي أرميني، من قبل عالمة الآثار الطالبة فيتوريا دال أرميلينا. وعلى الرغم من أن السيف وُصف بأن عمره لا يتجاوز بضع مئات من السنين، إلا أن دال أرميلينا أدركت أنه يشبه إلى حد بعيد سلاحا من العصر البرونزي أكثر من كونه قطعة أثرية من العصور الوسطى.
وقامت هي وزملاؤها بتحليل السيف ووجدوا أنه بالفعل سبيكة من النحاس والزرنيخ من أوائل العصر البرونزي، منذ زهاء 5000 عام. وينحدر السيف من الأناضول، أو ما يعرف الآن بشرق تركيا، حيث اختُرعت السيوف لأول مرة.
مقبض جميل
اكتشف صياد الفطر، رومان نوفاك، من جمهورية التشيك، نصل سيف بدا وكأنه يخرج من تحت التربة. وبدأ في الحفر ولم يجد السيف فقط، بل وجد فأسا من البرونز.
ورُصّع مقبض السيف بنقوش دائرية دقيقة وهلال. وقام علماء الآثار من متحف سيليزيا القريب بفحص القطع الأثرية وربطها بالعصر البرونزي، منذ نحو 3300 عام. ولم يكن من الواضح سبب خروج السيف في وسط الغابة، على الرغم من أن الأمطار الأخيرة ربما جرفت ما يكفي من التربة لجعلها مرئية لأول مرة منذ آلاف السنين. ويخطط علماء الآثار لدراسة المنطقة المحيطة بشكل أكبر.
قبر يحوي أسلحة عديدة
دُفن رجل وامرأتين وطفل منذ نحو 2500 عام في ما يعرف الآن بسيبيريا، في قبر بدا وكأنه مخبأ للكنوز، بما في ذلك الخناجر البرونزية والسكاكين والفؤوس.
وكان الأشخاص المدفونون في القبر جزءا من ثقافة تاغار. وكانت الأسلحة موجودة بجانب كل من الرجل والمرأة الشابة. ولم يكن غريبا أن تُدفن نساء تاغار مع السلاح، رغم أنهن عادة ما يكن لديهن أقواس وسهام، وليس الفأس الموجودة في هذا القبر.
أسلحة العظام
اكتشف مقبض سكين عظمي في جزيرة مان، بالقرب من إنجلترا، لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي، وتم تحليله أخيرا هذا العام، مع تقرير نُشر في مجلة Antiquity في أكتوبر.
وعُثر على القطعة الأثرية في قبر به عظام محترقة لأربعة أفراد، من بينهم مراهق واحد على الأقل ورضيع. وإلى جانب العظام المحترقة جزئيا، والتي جُمعت في جرار، وجد علماء الآثار خرزا عظمية وسكينا عظمية، ربما تكون مصنوعة من عظام بقرة أو حصان. واختفى النصل، لكن المقبض كان سيحمل سكينا بحجم سكين المائدة الحديث، حسبما أفاد الباحثون.
وربما كان الأمر الأكثر إثارة للاهتمام من السلاح الموجود في هذا المدفن، هو سلسلة من القطع الأثرية الأخرى: عملت العظام في أشكال مستطيلة يبلغ طولها زهاء بوصة (30 ملم)، مع زوايا مستديرة.
خنجر روماني غني بالزخارف
استغرق الأمر تسعة أشهر من التنظيف والترميم لتحويل ما بدا وكأنه كتلة معدنية غير مثيرة للإعجاب، إلى خنجر روماني غني الزخرفة.
وعُثر على خنجر يبلغ طوله نحو 13 بوصة (35 سم) في قبر جندي روماني في هالترن، موقع قاعدة عسكرية رومانية. واكتُشف الخنجر في مقبرة القاعدة وهو أحد الأسلحة القليلة التي اكتُشفت في الموقع.
سيف "مرآة الآخرة"
عندما اكتشف علماء الآثار قبرا عمره 1100 عام لمحارب من الفايكنغ في النرويج، لم يفاجأوا بالعثور على سيف في الداخل؛ فغالبا ما دُفن رجال الفايكنغ بأسلحتهم. لكن ما جعل القبر غريبا هو أن السيف كان على الجانب الأيسر للمحارب؛ دائما ما يتم العثور على سيوف الفايكنج مدفونة على يمين المتوفى.
وفي الحياة، يرتدي المحارب الأيمن سيفا على اليسار. وتشير حقيقة دفن محاربي الفايكنغ وسيوفهم على اليمين إلى أنهم آمنوا بـ "مرآة الحياة الآخرة"، حيث انقلب كل شيء. وتكهن مكتشفوه أن المحارب المدفون في موقع القبر النرويجي ربما يكون أعسر، ما يعني أنه كان سيضع سيفه على اليمين في الحياة. وهكذا وضع سيفه على يساره استعدادا لمرآة الآخرة.
سيف في بحيرة
في وقت ما من القرن السادس عشر، استقر جسد محارب من العصور الوسطى في قاع بحيرة ليتوانية. وعُثر عليه، إلى جانب أسلحة الجندي، في أواخر هذا العام.
وليس من الواضح سبب وصول الرجل إلى قاع البحيرة؛ استقرت الرواسب بشكل طبيعي على الجسم، ودفنته في طمي على عمق 30 قدما (9 أمتار) تحت سطح الماء. وبالقرب من الجسد كان يوجد سكاكين بمقابض خشبية وسيف حديدي، وكلها في حالة حفظ جيدة بشكل مدهش.
المدفعية المبكرة
تبدو قطعة أثرية تم اكتشافها في منتزه كركا الوطني بكرواتيا، للوهلة الأولى، وكأنها ترمس شديد التحمل - لكنها في الواقع سلاح حصار يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر أو الثامن عشر.
وعُثر على Mačkula داخل أحد جدران القلعة. وربما كانت لها قيمة احتفالية ودفاعية، وفقا لمسؤولي الحديقة؛ يتم استخدام رشقات نارية من mačkula بشكل تقليدي للاحتفال بمهرجانات الشتاء والانتصار في مسابقة الفروسية التقليدية، Sinjska alka، التي تقام كل عام في Sinj، كرواتيا.
المصدر: لايف ساينس