وأجبر جنسنا البشري على التكيف مع العيش بجوار البراكين لآلاف السنين. وتتجمع العديد من المستوطنات الآن حول البراكين بسبب الفرص التي توفرها، من التربة الخصبة إلى السياحة وإمكانية توليد الطاقة الحرارية الأرضية. ونتيجة لذلك، فإن القدرة على التنبؤ بموعد انفجار البراكين أمر حيوي لحماية السكان المحليين.
وكشفت خبيرة البراكين بجامعة كامبريدج، إلويز ماثيوز، عن العديد من العلامات التحذيرية التي يمكن أن تساعد في التنبؤ بالانفجارات البركانية. وقالت: "إحدى العلامات هي الكشف عن الزلازل الضحلة ومنخفضة الحجم، والتي تنجم عن صعود الصهارة شبه المنصهرة التي ترتفع لأنها أقل كثافة من الصخور الصلبة المحيطة".
وأضافت: "هذه الزلازل هي علامات إنذار مبكر، على سبيل المثال ثوران جبل سانت هيلينز في مايو 1980، الذي كان النشاط الزلزالي من منتصف مارس من ذلك العام إنذارا مبكرا لانفجاره".
وأوضحت: "قد يزداد مستوى النشاط بشكل حاد قبل الانفجار مباشرة، ولكن ليس هذا هو الحال دائما". وأضافت أنه يمكن أيضا مراقبة إجهاد غرفة الصهارة للمساعدة في التنبؤ بموعد إطلاق الضغط وبالتالي متى يمكن توقع حدوث ثوران بركاني.
وقالت: "تم تحسين هذه العملية بشكل كبير في السنوات الأخيرة من خلال تطبيق مرشح كالمان على الإشارات. ويبحث هذا في البيانات الزمنية ويأخذ في الاعتبار الضوضاء الإحصائية لتقدير الأنماط المستقبلية، وبالتالي متى يمكن إطلاق الضغط، ما يؤدي إلى الاندلاع".
وأشارت إلى أن طريقة التحليل هذه نجحت عند دراسة ثوران بركان أوكموك في ألاسكا في عام 2008.
ونجح هذا على الرغم من إشارات الإجهاد الخفية، بما في ذلك التشوه الطفيف للأرض.
وتم مؤخرا وضع علماء البراكين والسكان المحليين في حالة تأهب قصوى من احتمال ثوران بركان غريمسفوتن في آيسلندا قريبا.
وإذا حدث هذا، فسيوفر مثالا آخر على سبب الحاجة إلى مراقبة البراكين بشكل فردي، لأن كلا منها يتميز بالتكتونية والتضاريس الفريدة.
المصدر: إكسبريس