ووجد الباحثون من جامعات ريدينغ وبريستول ولينكولن أن سلسلة من التحسينات الثابتة خلال هذا الوقت أدت إلى تحسين مهارات الطيران لدى التيروصورات الضعيفة.
وظهرت التيراصورات لأول مرة منذ نحو 245 مليون سنة، تضمنت نوعا واحدا يمكن أن يصل باع جناحيه إلى 12 مترا.
وكان هذا المخلوق، المعروف باسم Quetzalcoatlus northropi، أكبر مخلوق معروف حلق في السماء، وكان بحجم طائرة صغيرة.
ويشير البحث الجديد إلى أن عملية التطور بين هذه الزواحف الطائرة استغرقت وقتا أطول بكثير مما افترضه العلماء سابقا.
وكانت التيراصورات أولاد عم الديناصورات، وقد تم القضاء على كلتا المجموعتين قبل نحو 66 مليون سنة عندما اصطدم كويكب بشبه جزيرة يوكاتان في المكسيك.
وقال مؤلف الورقة وعالم الأحياء التطوري، كريس فينديتي، من جامعة ريدينغ: "كانت التيراصورات مجموعة متنوعة من السحالي المجنحة، بعضها بحجم العصافير والبعض الآخر مثل طائرة خفيفة".
وعلى الرغم من شهرة التيراصورات في نهاية المطاف بالتحليق في السماء، إلا أن السؤال عما إذا كانت التيراصورات قد اكتسبت ميزة الطيران وما إذا كان هذا يمنحها ميزة على أسلافها، أمرا حير العلماء لعقود.
واضاف فينديتي: "هناك العديد من الأمثلة على كيفية عمل الانتقاء الطبيعي على نطاقات زمنية قصيرة نسبيا، ولكن حتى الآن كان من الصعب للغاية إثبات ما إذا كانت النباتات أو الحيوانات تتكيف لتصبح أكثر كفاءة على مدى فترة طويلة".
وفي دراستهم، قام البروفيسور فينديتي وزملاؤه بدمج سجلات الحفريات مع نموذج جديد للطيران، بناء على طيور اليوم، ما سمح لهم بقياس كفاءة 75 نوعا مختلفا من التيروصورات وملء الفجوات في معرفتنا بقصتهم.
وأوضح البروفيسور فينديتي: "لقد سمحت لنا طريقتنا بدراسة التطور طويل المدى بطريقة جديدة تماما، والإجابة عن هذا السؤال أخيرا من خلال مقارنة المخلوقات في مراحل مختلفة من تسلسلها التطوري على مدى ملايين السنين".
وكشف تحليل الفريق أن الزواحف الطائرة خضعت لتحسينات صغيرة متسقة على مر الأجيال، بدلا من تجربة اندفاعات مفاجئة من التغيير، كما تم اقتراحه سابقا.
وتطورت التيراصورات من أسلاف سكنوا الأرض في أوائل العصر الترياسي، منذ نحو 245 مليون سنة. وأقدم حفرياتهم المعروفة تعود إلى 25 مليون سنة لاحقة. ومن هذه الحفريات، قاس الفريق عمر كل نوع وحجم جسمه وجناحه.
ووجد الباحثون أنه بمرور الوقت، قام التيراصور بتكييف شكله وحجمه حتى يتمكن من الطيران مع إنفاق طاقة أقل بنسبة 50% حتى أثناء زيادة كتلة جسمه بما يصل إلى عشرة أضعاف. وتزن بعض الزواحف ما يقارب ثلث الطن.
وحدد الفريق استثناء واحدا لهذه القاعدة، في مجموعة تسمى الأزداركويد، والتي لم تحسن أداء رحلاتها بمرور الوقت.
وبدلا من ذلك، يبدو أن هذه المخلوقات، التي تضمنت Quetzalcoatlus وHatzegopteryx ، تحصل على ميزة البقاء على قيد الحياة من حجمها الكبير.
المصدر: ديلي ميل