وشُخّص البروفيسور هوكينغ بالتصلب الجانبي الضموري (ALS)، وهو شكل من أشكال مرض الخلايا العصبية الحركية، في عام 1963عندما كان عمره 22 عاما فقط. وتطور المرض، وفي عام 1985 أصيب بالالتهاب الرئوي. وقام الأطباء بإجراء ثقب في القصبة الهوائية لمنع انتشار العدوى ولمساعدته على التنفس، وأدى ذلك إلى فقد الفيزيائي الفلكي لقدرته على التحدث.
وتعلم هوكينغ أولا التواصل مع الآخرين باستخدام حاجبيه، واستخدم فيما بعد قائمة يتحكم بها نظام الكمبيوتر بعد عام من العملية.
واستخدم أداة نقر يدوية لاختيار كلمات وأوامر مختلفة، يقرأها صوت اصطناعي بتواتر عال.
وصُمم الصوت من قبل دينيس كلات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، في عام 1984، وأصبح أحد السمات الرئيسية للبروفيسور هوكينغ - على الرغم من أن الصوت يتحدث بلكنة أمريكية وأن الفيزيائي الفلكي بريطاني.
وكان المقصود من الصوت، المعروف باسم Perfect Paul، محاكاة صوت افتراضي ذكري، ولكن هوكينغ لم يعجبه في البداية المزج الصناعي وأراد إعادته.
وانتهى به الأمر للاحتفاظ به، ولكن وفقا لبرنامج تاريخ من "بي بي سي"، Witness، طغى حدث رهيب لاحقا على هذا الإنجاز التكنولوجي الرائع لتركيب الكلام.
وأوضح البرنامج، الذي بُثّ في نوفمبر من العام الماضي، كيف بدأ السيد كلات في بداية الثمانينيات في تلقي علاج السرطان. وأثناء العملية، بدأ يفقد صوته بسبب العلاج الإشعاعي.
وكشف صديق وزميل الدكتور كلات، جوزيف بيركل: "هذا ما تسبب في توقف الحبال الصوتية، والأنسجة في الحنجرة، عن العمل بشكل صحيح. وأصبح كلامه أصعب وأثقل. ولكن، في الوقت نفسه، لم يتغير الخطاب الاصطناعي الذي يخرج من مكتبه، بطبيعة الحال. لذا كان الأمر مثيرا للسخرية، إنه نوع فريد من المأساة في الواقع، أن هذا الرجل الذي ركز كثيرا على إعادة إنتاج هذه العملية الطبيعية، فقدها هو حقا".
وأوضحت لورا، ابنة كلات، لـ"بي بي سي": "لقد كان يعلم أنه مصاب بمرض عضال عندما كنت صغيرة جدا. لكنه كان متفائلا جدا".
وتوفي الدكتور كلات في عام 1988 وهو العام نفسه، الذي نشر فيه البروفيسور هوكينغ كتابه "تاريخ موجز للزمن".
وبالإضافة إلى ذلك، اعتمد نظام الصوت Perfect Paul على صوت الدكتور كلات الخاص، والذي استمر من خلال هوكينغ.
وتابع الدكتور بيركل: "قصة هوكينغ رائعة. أتساءل عما إذا كان الإنجاز المتمثل عبر الكلام الاصطناعي - مجرد تكهنات من جهتي - ربما أضاف إلى طول عمره كشخص".
وكان من المتوقع أن يعيش البروفيسور هوكينغ لبضعة سنوات فقط، بعد تشخيصه في الستينيات، ولكنه تحدى التوقعات وعاش حتى عمر الـ 76 عاما.
وعُرض على هوكينغ في وقت لاحق صوتا محدثا، ربما بلكنة بريطانية. ومع ذلك، كما أوضح في عام 2006: "أحتفظ به لأنني لم أسمع صوتا أفضل من ذلك، ولأنني رُبطت به".
وأوضح على موقعه الإلكتروني أن اللهجة وصفت بأنها إسكندنافية أو أمريكية أو إسكتلندية. وبقيت بصوت السيد كلات الاصطناعي حتى وفاته عام 2018.
المصدر: إكسبريس