وبينما يتعافى معظم الأشخاص الذين يصابون بفيروس SARS-CoV-2 في المنزل، قد يحتاج البعض إلى دخول المستشفى لمكافحة المرض. ويكون COVID-19 مميتا لدى عدد من المرضى.
ولا يمكن للعلماء بعد أن يتأكدوا على وجه التحديد من معدل فتك فيروس كورونا، لأنهم ليسوا متأكدين من عدد الأشخاص المصابين بهذا المرض. ولكن لديهم بعض التقديرات، وهناك إجماع واسع النطاق على أن COVID-19 هو الأكثر خطورة على المرضى المسنين، والذين لديهم أعباء صحية موجودة مسبقا.
وفي 5 مارس، قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفي، إن زهاء 3.4 ٪ من مرضى COVID-19 الذين تم الإبلاغ عنهم، توفوا في جميع أنحاء العالم. وفي تحليل صيني لأكثر من 72 ألف حالة مسجلة، مات 2.3 ٪ من أولئك المؤكدة إصابتهم أو المشتبه بهم (بناء على الأعراض والتعرض). ووصل معدل الوفيات المرتفع بشكل مثير للقلق لدى المرضى، الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاما، إلى 14.8٪.
وبلغ معدل الوفيات بين المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 70 و79 عاما نحو 8٪، و3.6% بين هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و69 عاما. (وكان لدى الفئات العمرية الأصغر سنا معدلات موت أقل؛ 1.3٪ لأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و59؛ و 0.4٪ للفئة العمرية 40 إلى 49؛ و 0.2٪ فقط للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و39 عاما).
وفي إيطاليا، التي لديها نسبة عالية من السكان فوق 65 عاما، كان معدل الوفيات مرتفع بشكل مذهل، زهاء 10٪ اعتبارا من 25 مارس.
وقدرت دراسة حديثة لحالات COVID-19 في الولايات المتحدة، معدل وفيات بين 10٪ إلى 27٪ لأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 85 وما فوق، و3٪ إلى 11٪ لمن تتراوح أعمارهم بين 65 و84، بالإضافة إلى 1٪ و3٪ لمن تتراوح أعمارهم بين 55 و64، وأقل من 1٪ لمن تتراوح أعمارهم بين 20 و54.
ومع ذلك، لا ينبغي اعتبار هذه الأرقام بمثابة حصيلة حتمية لمدى فتك الفيروس بالإنسان. ويجري تحديد معدل موت الحالات بتقسيم عدد الوفيات على العدد الإجمالي للحالات. ويعتقد علماء الأوبئة أن العدد الإجمالي للعدوى بفيروس SARS-CoV-2، هو أقل من الواقع، لأن الأشخاص الذين يعانون من أعراض قليلة أو خفيفة قد لا يرون الطبيب. ومع توسع الاختبار وبدء العلماء في استخدام الأساليب بأثر رجعي، لدراسة من لديه أجسام مضادة لـ SARS-CoV-2 المنتشرة في مجرى الدم، سيرتفع العدد الإجمالي للحالات المؤكدة ومن المحتمل أن تنخفض نسبة الوفيات بالنسبة للعدوى.
وعلى سبيل المثال، في كوريا الجنوبية، التي أجرت أكثر من 140 ألف اختبار لـ COVID-19، وجد المسؤولون أن معدل الوفيات يبلغ 0.6٪.
وفي فبراير الماضي، كتب الباحثون في مجلة Swiss Medical Weekly أن معدلات الوفيات الحالية يجب أن تُقسم بشكل صحيح على عدد الإصابات المعروفة، من الأسبوع أو الأسبوعين السابقين.
وتم تعديل تقرير نشر في 13 مارس في مجلة "الأمراض المعدية الناشئة"، لهذا "التأخير الزمني" بين دخول المستشفى والوفاة. وقدّر المعدّون أنه حتى 11 فبراير، كان معدل الوفيات من COVID-19 مرتفعا بنسبة 12٪ في ووهان، و4٪ في مقاطعة هوبي و0.9٪ في بقية الصين.
وهناك عامل آخر لمدى فتك فيروس كورونا الجديد، وهو جودة الرعاية الطبية. وبالفعل، هناك أدلة على أن النظام الطبي المكتظ في ووهان، حيث بدأ تفشي المرض، أدى إلى المزيد من الوفيات. ووجد تقرير البعثة المشتركة لمنظمة الصحة العالمية في 28 فبراير، أنه من بين 56 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا مؤكدة مختبريا، كانت نسبة وفيات الحالات 3.8٪. ومع ذلك، كانت نسبة فتك الحالات في ووهان 5.8٪، في حين أن بقية البلاد - بمنأى عن الغالبية العظمى من المرضى - شهدت معدل 0.7٪. وهذا يعني أن عددا أقل من الأشخاص سيموتون إذا كان النظام الطبي مستعدا لمواجهة تدفق مرضى فيروس كورونا.
وعمليا، في تقرير الأمراض المعدية الناشئة، قال الباحثون إن تقديرات معدل الوفيات المرتفعة في ووهان، "ربما تكون مرتبطة بانهيار نظام الرعاية الصحية"، الذي كان مثقلا بالحالات. وأوضحوا أن النتائج تشير إلى أنه "يجب تنفيذ تدخلات الصحة العامة المعززة، بما في ذلك التباعد الاجتماعي والقيود المفروضة على الحركة، للسيطرة على وباء COVID-19".
المصدر: لايف ساينس