وقد أعلن الدكتور مصطفى وزيري أمين عام المجلس الأعلى للآثار في المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم السبت 19 أكتوبر الجاري، أن اعضاء بعثة الآثار المصرية اكتشفت 30 تابوتا تعود للأسرة الفرعونية الثانية والعشرين في جبانة العساسيف، وتم وضعها في مخبأ تحت سطح الأرض لحمايتها من السرقة.
وأشار الدكتور وزيري في حديثه إلى النجاحات التي يحققها أفراد البعثات الأثرية المصرية في عمليات التنقيب التي يقومون بها خلال السنوات الأخيرة منذ عودتها للعمل بعد توقف دام 5.5 سنة، وكان آخر نجاحاتها اكتشاف هذه التوابيت الخشبية الملونة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه مجموعة متميزة تضم 30 تابوتاً خشبياً آدمياً ملوناً لرجال وسيدات وأطفال، بحالة جيّدة من الحفظ والألوان والنقوش الكاملة، كما تركها المصريون القدماء. التوابيت مغلقة وبداخلها المومياوات، مجمعة بخبيئة بمستويين، ضم المستوى الأول 18 تابوتاً، والمستوى الثاني 12 تابوتاً، وقد وصف وزير الآثار هذه المجموعة «بأنها أول خبيئة توابيت آدمية كبيرة يتم اكتشافها كاملة منذ نهاية القرن الـ 19".
من جانبه قال صلاح الماسخ، مفتش الآثار بالأقصر وعضو البعثة الأثرية المصرية عن جبانة العساسيف، إن "الجبانة، تضم مقابر الأسر 18-25-26 الفرعونية التي تغطي تقريبا الحقبة من 1550 إلى 525 سنة قبل الميلاد، وقد تم العثور في هذه المنطقة على عشرات المقابر لكبار رجال الدولة خلال حكم هذه الأسر.
ومن أشهر الاكتشافات السابقة في هذه المنطقة، خبيئتان للمومياوات الملكية، هما خبيئة الدير البحري، في عام 1881، وخبيئة أخرى عُثر عليها داخل مقبرة الملك أمنحتب الثاني KV35 عام 1898 وخبيئة باب الجُسس عام 1891، حيث تم العثور على عشرات المومياوات للكهنة.
وقال الدكتور وزيري، لقد بدأت قصة هذه الخبيئة منذ نحو شهرين، عند بداية أعمال الحفر لهذا الموسم استكمالا لأعمال الموسم الذي بدأ عام 2018، والتي تمخضت عن اكتشاف مقابر عديدة بما فيها المدخل الرئيسي لمقبرة TT28 ومقبرتان لـ«ثاو ار خت أف» و«ميرى رع» من عصر الرعامسة. وقد تم الكشف عن الخبيئة الحالية التي تضم 30 تابوتاً خشبياً لكهنة ونساء وأطفال من عصر الأسرة الثانية والعشرين من القرن العاشر قبل الميلاد، بعد توسيع نطاق عمليات الحفر لتشمل الجزء الشرقي من المنطقة التي بدأ العمل بها في السنة الماضية.
وقد أشار د. الطيب عباس، مدير عام الشؤون الأثرية بالمتحف المصري الكبير إلى أنه سوف يتم نقل المجموعة كاملة إلى المتحف المصري الكبير، حيث تم تخصيص قاعة لعرض المجموعة، بعد انتهاء أعمال الترميم الأولى.
المصدر: وكالات