وتعد لوحة "عازف القيثارة المُسن" إحدى أشهر أعمال بابلو بيكاسو فيما يعرف بـ"الفترة الزرقاء" (عندما كان اللون الأزرق ودرجاته يطغيان على جميع لوحاته خلال تلك السنوات). ويظهر في اللوحة رجل عجوز ينحني على آلة وترية، ويعود تاريخها إلى عام 1903.
ولاحظ مؤرخو الفن الانطباعي وجود صورة مختبئة تحت خلفية اللوحة لامرأة، وفي عام 1998، صور الخبراء العمل الفني باستخدام الأشعة السينية وضوء الأشعة تحت الحمراء لمعرفة ما قد يكون مخفيا تحت سطح اللوحة.
واكتشفوا أن الخطوط العريضة للوحة مختلفة تماما عن محتواها النهائي، حيث كانت عبارة عن امرأة جالسة وتحيط جسمها بذراعها الأيسر.
ورسم بيكاسوا على اللوحة، بعد ذلك، الرجل المسن، لكن الخبراء تمكنوا من مطابقة هذه اللوحة الأصلية المخفية مع رسم مماثل بعث به بيكاسو في رسالة بذلك الوقت.
أما الآن، فاعتمد الباحثون في كلية لندن الجامعية، تقنية محدثة لفك تفاصيل أدق عن العمل الفني السابق، وكشف القطعة المفقودة بكل مجدها السابق.
ويمكن لتقنية الرؤية الآلية، التي تسمى neural style transfer، التمييز بين اللوحات باختلاف الفنانين، قبل إعادة إنتاج الرسم وفقا للأسلوب المميز لصاحبها.
وعلى الرغم من عدم معرفة الطريقة الدقيقة التي تم بها رسم العمل الفني في الأصل، فإن النتيجة النهائية للتقنية الجديدة أصدرت رسما بالألوان الكاملة بنفس الأسلوب الذي كان بيكاسو يستخدمه عند رسمه له لأول مرة.
المصدر: RT