وقال كريستوفر شومان، عالم الجليد في جامعة "ماريلاند": "هناك الكثير من الصخور العارية المرئية الآن، والتي كانت مغطاة بالجليد. كل هذه الأنهار الجليدية الصغيرة تتعرض للتغير، وكذلك أكبرها مثل Helheim وFenris وMidgard".
وقالت وكالة "ناسا" إن نهر Helheim الجليدي، أحد أكبر الأنهار والأسرع ذوبانا في غرينلاند، تراجع بالفعل نحو 7.5 كم، في حين تراجعت منطقة Midgard الجليدية مسافة 16 كم.
وتظهر الصور أيضا كيفية تراكم الماء الدافئ على السطح العلوي للنهر الجليدي Helheim.
وفي بيان صادر، أوضحت "ناسا" بالقول: "مشروع "ناسا" لمحيطات غرينلاند الذائبة (OMG) أطلق طائرة فوق منطقة المياه المفتوحة، وأسقط مسبارا لقياس درجة الحرارة، حيث اكتشف وجود مياه دافئة في مقدمة الجليد".
وتقول وكالة الفضاء الأمريكية إن الارتفاع غير المعتاد في درجات الحرارة، هو السبب في الظاهرة.
وفي وقت سابق من هذا الصيف، ذاب نحو 90% من سطح الغطاء الجليدي في غرينلاند، خلال الفترة بين 30 يوليو و2 أغسطس، بالإضافة إلى انهيار ما يقدر بـ55 مليار طن من الثلج في الجزيرة والمحيط، وفقا للمركز الوطني لبيانات الثلوج والجليد.
وكشفت البيانات أن غرينلاند فقدت 11 مليار طن من الجليد في يوم واحد فقط، وهو أمر مثير للقلق سجله العلماء الشهر الماضي.
ويعد ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند أحد العلامات الأكثر وضوحا للتغير المناخي، الناجم عن حرق الوقود الأحفوري، الذي ساهم في ارتفاع منسوب مياه البحر بسرعة، ما يعرض العديد من المناطق الساحلية للخطر.
ويحذر الخبراء من أنه إذا ذابت الصفيحة الجليدية في غرينلاند بالكامل، فقد تضيف 20 قدما أو أكثر إلى مستوى سطح البحر العالمي.
وبعد القارة القطبية الجنوبية، يحتوي الغطاء الجليدي في غرينلاند على ثاني أكبر كتلة من المياه العذبة المجمدة في العالم. وتبلغ مساحة الغطاء الجليدي مليون و700 ألف كم مربع، أو نحو 80% من مساحة غرينلاند.
وعلى الرغم من هذا الذوبان السريع، استمرت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الارتفاع.
وكشفت دراسة حديثة صادرة عن الأمم المتحدة، أنه حتى إذا تماشت إجراءات الحد من الانبعاثات مع اتفاقية باريس (اتفاقية المناخ العالمية التي تضم 174 دولة حول العالم)، فإن درجات الحرارة العالمية ستستمر في الارتفاع ما بين 3-5 درجات مئوية، خلال الـ 30 سنة المقبلة.
المصدر: ديلي ميل