وقال البروفيسور يوفال نوح هراري، وهو مؤرخ في الجامعة العبرية بالقدس، متحدثا في مهرجان Fast Company للابتكار الأوروبي في مدينة ميلانو، عن أن الإنسان والآلات سيصبحان كيانا واحدا، مشيرا إلى أن تلك الحقيقة غير بعيدة.
وأضاف: "في المستقبل، من المحتمل ألا يتم فصل الهاتف الذكي عنك على الإطلاق، فقد يكون الهاتف مدمجا في جسمك أو دماغك، ويقوم بمسح بياناتك الشخصية وعواطفك باستمرار"، وفقا لـFast Company.
وأشار إلى أنه إذا تمكنا من دمج التقنيات الحديثة بطريقة ما في جسم الإنسان، من خلال رقائق تزرع في أدمغتنا أو أي عضو آخر من الجسم، فهذه ستكون أكبر ثورة في تاريخ البشرية، وتابع: "خلال وجودنا على الأرض ككائنات حية، تمكنا دائما من التعامل مع بيئتنا وإنشاء أدوات تجعل عيشنا أفضل، لكن حتى الآن لم نتمكن من التحكم بأنفسنا".
وخلال كلمته التي ألقاها ضمن المهرجان، سلط البروفيسور هراري الضوء على كيفية تعامل البشر مع البيئة المحيطة بمرور الوقت، واقترح أن هذا هو الوقت المناسب للتحكم بأنفسنا، موضحا: "بقيت الإنسانية ثابتة دائما، بذات الأجساد والعقول، عبر الإمبراطورية الرومانية وعصر الكتاب المقدس والعصر الحجري، وإذا أخبرنا أسلافنا البدائيين عن حياتنا اليوم، فإنهم سيعتقدون بأننا آلهة، ولكن في الحقيقة، وعلى الرغم من أننا ابتكرنا أدوات أكثر تطورا، إلا أننا نشبه الحيوانات".
وأضاف: "لدينا المشاعر نفسها والأدمغة ذاتها، لكن الثورة القادمة ستغير ذلك، إنها لن تغير أدواتنا فحسب، بل ستغير الإنسان نفسه".
وتابع: "إذا نجحنا في الاندماج بالآلات، فإن ذلك يمكن أن يفتح الباب أمام إقامة حضارات خارج الأرض". وقال: "ستكون الحياة قادرة على الخروج من كوكب الأرض ولن تبقى محصورة في هذه الصخرة".
وفي حين أن مزاعم البروفيسور هراري قد تبدو بعيدة المنال، إلا أنه لا ينفرد بهذه الرؤية لعالم البشرية. ففي عام 2017، ادعى إيلون موسك أنه يجب على البشر الاندماج مع الآلات، أو المخاطرة بأن يصبحوا "غير مناسبين"، قائلا: "بمرور الوقت، أعتقد أننا سنرى اندماجا أوثق بين الذكاء البيولوجي والذكاء الرقمي".
المصدر: ميرور