وكان البلوغرانا هزم فريق فالفيردي السابق أتلتيك بيلباو في مناسبتي الدوري في الموسم الماضي، كما أقصاه من بطولة كأس الملك في يناير/كانون الثاني الماضي، وسجل ميسي وقتها هدف الفوز من كرة حرة، سددها بطريقة مميزة.
وأكد فالفيردي أن ميسي اللاعب الفريد من نوعه، على حد تعبيره، سيتمثل دوره في برشلونة للموسم القادم، بأن "يلعب في أي مكان يريده، وذلك بغض النظر عن طريقة اللعب التي سيبدأ بها الفريق المباراة، فـميسي سيكون في النهاية بمركز واضح للجميع".
وأضاف فالفيردي "تشعر بالراحة إذا كنت تدربه... عندما تكون في جهة الخصوم، ترى بكل تأكيد أنك تفتقر إلى اللاعبين القادرين على إيقافه".
وبعد أول مباراة تحت قيادة فالفيردي في التحضيرات التي سبقت الموسم، والتي فاز بها الفريق الكاتالوني على يوفنتوس، بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، أوضح المدرب فالفيردي بأنه يرى ميسي في مركز الفريق بدلا من جهة اليمين، ففي أول 45 دقيقة أمام السيدة العجوز، امتلك الأرجنتيني حرية كاملة للقيام بما يريد، والبقاء في الوسط، مع وجود باكو ألكاسير على الجناح الأيمن.
وصحيح أن ميسي لم يسجل حينها، ولكن تمريراته كانت حاسمة لهدفي نيمار، وكان الأخير قريبا من تسجيل هدف ثالث من تمريرة لميسي أيضا... وهنا يتضح أكثر أن مستقبل ميسي بات في صناعة الفرص، في دور ينسجم أكثر مع الرقم 10.
وفي الموسم المنصرم 2016-2017 لعب ميسي 4 مباريات في مركز صانع الألعاب، سجل فيها 7 أهداف مع إرساله تمريرة حاسمة واحدة، ووصل متوسط معدل أداء الأرجنتيني في تلك المباريات إلى 8.86 من 10 حسب موقع whoscored، في الوقت الذي يحمل فيه ميسي معدل 8,43 في مركز الجناح الأيمن وذلك في 35 مباراة.
وليس سرا أن ميسي يفضل لعب الكرات الطويلة، ومراوغة الخصوم، الأمر الذي يتجلى بصورة أكبر لدى لاعبي الوسط المهاجمين عن أجنحة الفريق.
وهنا نستطيع القول إن دور ميسي في الوسط، ليس جديدا عليه، فمع وصول نيمار إلى تشكيلة برشلونة، وانضمام لويس سواريز لاحقا، تبلور دور ميسي كصانع ألعاب محنك، خصوصا أنه فاز بلقب أفضل صانع ألعاب في 2016 حسب تصويت أجراه الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم.
ولعل الخطة الأنسب لوجود ميسي هي 3-4-3، وهذا ما سيعززه وصول البرازيلي فيليب كوتينيو إلى ملعب كامب نو، الذي سيستلم الجهة اليسرى بدلا من نيمار، وعلى فرض أن المدرب فالفيردي فضّل الاعتماد مثلا على ألكاسير أو جيرارد دولوفيو في اليمين، سيكون رأس الحربة سواريز حرا مجددا لممارسة هوايته المفضلة في التقاط أشباه الفرص وتحويلها إلى شباك الخصوم.
فسواريز في آخر موسم له مع ليفربول في 2013/2014 سجل 31 هدفا في 33 مباراة في الدوري الإنجليزي، إلا أنه أرسل ما معدله 5,5 تسديدة في المباراة، وانخفض هذا المعدل في أفضل حالاته في برشلونة إلى 3,4 في الموسم الماضي في الدوري الإسباني، طبعا مع مراعاة الفارق بين مباريات الدوري الإنجليزي ومثيله الإسباني.
عودة ميسي لمركز صانع الألعاب في الوسط، ستكون بمثابة ترياق فالفيردي لموسم برشلونة القادم، خصوصا بعد زوال أسطورة ثلاثي الـMSN، التي كانت قوة هجومية ضاربة لكل خصوم الفريق الكاتالوني.
ميسي تقريبا منذ انضمامه إلى الفريق الأول لبرشلونة تجاوزت نسبة تمريراته الناجحة معدل 85 بالمئة في المباراة، معدل قد يكون نقطة قوة إضافية للأرجنتيني لتمثيل دوره الجديد، وهنا يجب التذكير دائما أن فالفيردي قالها منذ البداية بأن "ميسي حر طليق في الملعب".
إسماعيل عبد الله