وحل فريق دينامو موسكو الروسي ضيفا على الأراضي البريطانية، بدعوة رسمية من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، للمشاركة في جولة ودية تستمر شهرا.
هذه الدعوة جاءت بعد أسابيع من انتهاء الحرب العالمية الثانية، وجرى الاتفاق على أن يلعب الفريق الضيف عدة مباريات ودية مع الأندية البريطانية، احتفالا بعودة كرة القدم بعد سنوات من توقفها بسبب تلك الحرب.
وخاض دينامو موسكو أولى مبارياته في تلك الجولة ضد تشيلسي يوم 13 نوفمبر 1945، وانتهت بالتعادل الإيجابي 3-3، قبل أن يسحق الفريق السوفييتي نظيره كارديف سيتي في مباراته الثانية بنتيجة 10-1.
ثم جاء موعد المباراة الأكثر جدلا في هذه الجولة، والتي كانت بين دينامو موسكو ونظيره أرسنال، الذي كان عدد من لاعبيه ما زالوا في خدمة الجيش خارج البلاد.
فحضر إلى الملعب حشد كبير من الجماهير، وصل عددهم إلى 55 ألف متفرج، طامعين في حضور مباراة حماسية.
الحماس بدأ ينخقض بسبب الضباب الذي أخذ يتسلل إلى الملعب تدريجيا، ما تسبب في حجب الرؤية عن اللاعبين وسط الملعب، واضطرهم لطلب وقف المباراة، لكن الحكم نيكولاي لاتييشيف لم يوافق، واستمر الفريقان في اللعب.
وحالت كثافة الضباب دون أن يتمكن المشجعون على المدرجات من رؤية ما يدور على أرضية الملعب في كثير من وقت المباراة.
واستغل الفريقان الوضع كل بطريقته حيث حصل أحد لاعبي أرسنال على بطاقة حمراء، وبعد خروجه عاد إلى الملعب مجددا لإكمال المباراة مع فريقه دون أن يراه الحكم.
فيما أجرى الفريق السوفييتي عدة تبديلات، ولكن كان يشرك البدلاء دون أن يقوم بسحب اللاعبين من أرض الملعب، إلى أن وصل عددهم إلى 15 لاعبا.
فيما تطوع شخص من الجماهير دون رؤية الحكم، ليحل محل حارس مرمى فريق أرسنال، بعد أن أصيب في ذراعه بسبب اصطدامه بالعارضة، طبعا تم ذلك دون علم الحكم.
بعد هذه المباراة بأيام، خاض الفريق السوفييتي مباراته الأخيرة في الجولة الودية بإنجلترا، وكانت ضد غلاسكو رينجرز، وحضر الجمهور بصفة مجانية، ليصل عددهم إلى 92 ألف متفرج.
وكان من المفترض أن يواجه دينامو موسكو نظيره أستون فيلا في مباراته الخامسة، لكن الفريق السوفييتي قرر العودة إلى بلاده.
المصدر: RT+ وسائل إعلام