بدأ كل شيء عندما سمحت اللجنة الأولمبية الدولية للملاكمة الجزائرية والتايوانية لهما بالمنافسة في أولمبياد 2024، بعد أن استبعدهما الاتحاد الدولي للملاكمة من بطولة العالم 2023، عقب فشلهما في اختبارات أهلية الجنس، من دون تحديد ماهية الاختبارات.
وفي عام 2019، ألغت اللجنة الأولمبية الدولية حق الاتحاد الدولي للملاكمة في تنظيم مسابقات الملاكمة في الألعاب الأولمبية بسبب الشكوك حول فساد القضاة والحكام في الاتحاد الدولي، وسمحت اللجنة الأولمبية للملاكمتين بالمشاركة في الألعاب الأولمبية، فتأهلت كلتاهما إلى الدور نصف النهائي وبالتالي ضمنتا ميدالية أولمبية.
زعم رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة عمر كريمليف أن نتائج اختبار الحمض النووي أظهرت أن الملاكمتين لديهما كروموسومات XY (الموجودة لدى الذكر)، لكن النتائج لم تنشر أبدا.
فيما قالت اللجنة الأولمبية الدولية إنها تقف إلى جانب اللاعبتين وأهلتهما للمنافسة، وقال متحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية الجمعة الماضي إن الغضب السياسي المحيط بامرأتين تتنافسان في الملاكمة في أولمبياد باريس ينبع من "الكثير من المعلومات المضللة".
والملاكمتان تتنافسا منذ فترة طويلة كإمرأتين ولا تحدد أي منهما نفسها على أنها متحولة جنسيا.
كيف تأهلت خليف ولين للألعاب الأولمبية؟
لا يزال الاتحاد الدولي للملاكمة يقيم بطولات عالمية، لكنه لم يقم بتنظيم منافسات تأهيلية لألعاب باريس 2024.
ووفقا لـ NBC Olympics، أقيمت التصفيات المؤهلة لألعاب باريس 2024 عبر ثلاث مراحل وهي: بطولة التأهل القارية، وبطولة التأهل العالمية (1) وبطولة التأهل العالمية (2).
كيف تختبر الألعاب الأولمبية "الأهلية الجنسية"؟
بسبب حظر الاتحاد الدولي للملاكمة، استخدمت اللجنة الأولمبية الدولية قواعد من عام 2016 لتحديد أهلية جنس الملاكمين.
ويعود تاريخ اختبار الجنس في الألعاب الأولمبية إلى عقود من الزمان عندما كان مفروضا على كل لاعبة أن تخضع لاختبار التحقق الجنسي قبل مشاركتها في الألعاب الأولمبية.
وقد ظهرت تلك الفحوصات في حقبة الستينات من القرن العشرين عندما كان في البداية يطلب من اللاعبات أن تقفن عاريات أمام فريق من الأطباء للتأكد من جنسهن.
وفي دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في مدينة مكسيكو عام 1968، استخدم المسؤولون فحصا يعتمد على الصفات الوراثية بدلا من ذلك.
ولكن تلك الاختبارات لم تكشف عن الرجال الذين يظهرون كنساء، ولكن تم اكتشاف العديد من اللاعبين الذين ولدوا بعيوب خلقية جعلتهم يظهرون وفق نتائج الفحوصات على الأقل كما لو كانوا رجال.
وفي السنوات الأخيرة، قامت اللجنة الأولمبية الدولية بتحديث سياستها لتصبح أكثر شمولا ولا تلزم الرياضيين بالخضوع لإجراءات أو علاجات "غير ضرورية طبيا"، حسبما ذكرت شبكة إن بي سي نيوز.
وتغير اختبار التحقق من الجنس إلى محاولة فهم علمي للنوع حيث يتم تقييم الرياضيين الآن بوساطة متخصص في الغدد الصماء، ومتخصص في طب أمراض النساء، متخصص في علم الوراثة ومتخصص في علم النفس.
كما قامت العديد من الهيئات الحاكمة للرياضات الأولمبية بتحديث قواعدها الخاصة بالجنسين على مدار السنوات الثلاث الماضية، بما في ذلك الاتحاد الدولي للرياضات المائية، والاتحاد الدولي لألعاب القوى، والاتحاد الدولي للدراجات.
كما شدد الاتحاد الدولي لألعاب القوى العام الماضي القواعد الخاصة بالرياضيين الذين لديهم اختلافات في التطور الجنسي.
هل يمكن للنساء أن يكون لديهن مستويات عالية من هرمون التستوستيرون المنافسة؟
ببساطة، نعم، بنفس الطريقة التي يمكن أن يكون بها العديد من الرجال مستويات منخفضة من هرمون التستوستيرون.
ومع ذلك، واجهت النساء ذوات المستويات العالية من هرمون التستوستيرون المزيد من الانتقادات والأسئلة حول جنسهن.
وقال مارك آدمز المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية أثناء حديثه عن الجدل حول الملاكمة إن العديد من القواعد التي وضعتها الهيئات الدولية للمشاركة في مسابقات النساء تشمل اختبار مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرياضيين، لكنها ليست اختبارا مثاليا.
في حين يتفق العلماء واللجنة الأولمبية الدولية على أن هرمون التستوستيرون "عامل مهم في مستوى الأداء لدى الرياضيين النخبة في بعض الرياضات والأحداث والتخصصات"، إلا أنه لا يتنبأ بالضرورة بأداء رياضي فردي.
وعلق آدامز: "يمكن للعديد من النساء أن يكون لديهن هرمون التستوستيرون الذي يُطلق عليه "مستوى الذكورة" وتواصلن المنافسة كنساء. هذه الفكرة مفادها أنه يمكنك إجراء اختبار واحد للتستوستيرون وأن يحل كل شيء؟ أخشى ألا تكون هذه هي الحال".
وقال المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية للصحفيين إنه كان هناك "الكثير من المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص، وهو أمر ضار".
المصدر: RT+nbcnewyork