ولد غانم يوم 5 مايو 2002 في العاصمة القطرية الدوحة، ومنذ ولادته أصيب بمرض يسمى متلازمة "التراجع الذيلي".
وتعرف هذه المتلازمة أيضا بـ"الانحدار الذيلي" أو "التخلق العجزي"، وهو اضطراب خلقي نادر يحدث نتيجة عدم تكوّن الجزء السفلي من العمود الفقري بشكل كامل قبل الولادة.
ويصيب هذا المرض شخصا واحدا من بين 25 ألف حالة في العالم، وعليه فإن القطري غانم المفتاح عاش حياته بنصف جسد بعدما فقد جزءا كبيرا من عظامه، بسبب هذا المرض.
قصة التحدي والنجاح
وبدون أطراف سفلية، واصل غانم حياته متنقلا باستخدام يديه وعلى كرسي متحرك، درس واجتهد وتعلم، حتى أصبح واحدا من الأشخاص الفاعلين في المجتمع القطري، ثم العالم، وهو الآن سفير النوايا الحسنة لبلده قطر.
ولغانم كتب ومنشورات تحفز على النجاح وتحدي الإعاقة والصعوبات، وهي ملهمة للجميع، فقد كتب في مقدمة كتابه "غانم الرابح دائما" الذي طبع بواسطة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في قطر
قائلا فيه: "اسمي غانم، طفل قطري، ولدت في دوحة الخير، عاصمة قطر، وتنسّمت ربيع بلادي، في لغتي: يعني اسمي الرابح دوما، ولنقرأ ولنسمع حكايتي الجميلة".
جمعية غانم الرابح للكراسي المتحركة
أنشأ غانم "جمعية غانم الرابح للكراسي المتحركة" وهي جمعية أهلية يوزع من خلالها الكراسي المتحركة على من يحتاجها. وصار غانم مؤثرا، وتجاوز مرحلة إثارة الشفقة والعطف لدى الآخرين إلى استثارة النشاط والتحدي لديهم، وصار علامة مميزة للنجاح وتخطي الصعاب. سمي سفيرا للنوايا الحسنة من قبل مؤسسة "أيادي الخير نحو آسيا".
كما تم اختياره من قبل مركز قطر للمال ليكون سفيرا دعائيا لها.
غانم في المناهج التعليمية القطرية
تم إدراج قصة الفتى ضمن المناهج التعليمية القطرية ومنها منهاج الصف الأول ثانوي بمادة المهارات الحياتية المهنيّة، وقامت وزارة التربية والتعليم الكويتي بنفس الشيء وجعلت قصة غانم ضمن منهاج الصف الثامن إنجليزي.
غانم في افتتاح مونديال قطر
في الأيام الأولى من أبريل 2022، أعلنت اللجنة العليا لمنظمة لمونديال قطر تعيين غانم، سفيرا رسميا للبطولة.
وخلال حفل افتتاح البطولة الذي أقيم أمس الأحد في ملعب "البيت"، خطف الشاب القطري الأنظار والقلوب بعد مشاركته في مشهد تمثيلي بين الشرق والغرب مع الممثل الأمريكي الشهير مورغان فريمان، حيث تلا غانم استشهادا بآية من القرآن الكريم، وهي الآية 13 من سورة الحجرات "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير"، والتي تدعو إلى قبول الاختلاف والتنوع بين البشر، في إطار من السلام والمحبة.
وهي المرة الأولى في تاريخ حفلات افتتاح المونديال، تأتي البداية بتلاوة آيات من القرآن.
المصدر: RT