مباشر

علماء الفلك يشككون في وجود المادة المظلمة في قلب المجرة

تابعوا RT على
يبدو أن أشعة غاما الغامضة القادمة من قلب المجرة لا علاقة لها باضمحلال المادة المظلمة بل ناتجة عن مئات النجوم النابضة هناك.

وقال عالم الفلك، ماتيا دي ماورو، من جامعة ستانفورد الأمريكية: "تدل أرصادنا الفضائية على أن المادة المظلمة غير لازمة لتفسير وجود كمية فائضة من أشعة غاما القادمة من وسط المجرة، إذ أننا اكتشفنا عددا كبيرا من النجوم النابضة في مناطق تحيط بقلب درب التبانة، الأمر الذي جعلنا نلقي نظرة جديدة إلى تاريخ تشكلها".

يذكر أن ماتيا دي ماورو وغيره من علماء الفلك يدرسون على مدى أعوام لغز مجرتنا هذا، أي لماذا ينتج وسطها كمية أشعة غاما أكبر مما يجب بناء على الحسابات القائمة على كثافة النجوم، ونشاط النجم الأسود في قلب درب التبانة.

وجعلت تلك الظاهرة الشاذة، التي اكتشفها مرصد "فيرمي" عام 2009، الكثير من العلماء يعتبرون أن الكمية الفائضة من أشعة غاما ناتجة عن اضمحلال المادة المظلمة في قلب درب التبانة. ولهذا السبب بالذات فإن علماء الفلك والكون يتابعون باستمرار ما يجري في قلب المجرة، في محاولة لإيجاد تأكيد على هذه الفكرة أو تفنيدها. كما أنهم يحاولون العثور على آثار مماثلة لأشعة غاما في نوى مجرات أخرى.

ومن وجهة نظر الفيزياء الفلكية فإن من السهل تفنيد تلك النظرية. ومن أجل تحقيق ذلك من الضروري بيان أن فوتونات غاما تطير إلينا من مصادر ضوء نقطية قد تلعب دورها نجوم نابضة، ولو أنها ولدت نتيجة اضمحلال جسيمات المادة المظلمة لتوزعت الأشعة الفائقة في السماء بشكل منتظم.

وقد اكتشف دي ماورو وزملاؤه في الصور الفوتوغرافية لقلب المجرة والتي التقطها مرصد "فيرمي" نحو 400 نجم نابض، ترسل إشعاعات في مجال ترددات غاما. وقد دلت الحسابات التي قاموا بها على أن قلب المجرة يمكن أن يحتوي على نحو 1300 نجم نابض تكفي إشعاعاتها لتفسير الظاهرة الشاذة التي اكتشفها المرصد منذ 10 أعوام.

وكان اكتشاف عدد كبير من النجوم النابضة في قلب درب التبانة حسب دي ماورو مفاجأة لفريقه، علما بأن النجوم النابضة، وهي آثار لنجوم ماتت منذ زمن طويل واستنفدت مواردها من الهيدروجين والهيليوم، تبقى في هذا الوضع مدة 5-10 ملايين عام، وهي فترة قصيرة من منظور كوني.

ومن جهة أخرى فإن قلب المجرة هو أحد أقدم أجزاء درب التبانة. ومن المستبعد أن تتشكل كل النجوم النابضة التي اكتشفها مرصد "فيرمي" خلال الـ 10 ملايين سنة الأخيرة. ويعتقد ماورو أن هذا الأمر يشهد أن غالبية النجوم النابضة لا تعيش في قلب المجرة وحدها، بل يجاورها نجم آخر تسرق مادته من وقت إلى آخر لتمديد حياتها.

فهل يعني ذلك أن المادة المظلمة لا وجود لها؟ وينوي فريق ماورو أن يحقق قريبا أرصادا تفصيلية باستخدام المراصد الأرضية القادرة على التقاط إشعاعات ناجمة عن النجوم النابضة، والتأكيد على أن المادة المظلمة غير مذنبة في الفائض من أشعة غاما.

المصدر: لينتا رو

يفغيني دياكونوف

 

 

 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا