ولم يسبق للعلماء حتى الآن أن رصدوا وجود الميثانول في تركيب أي جرم سماوي قدم من خارج النظام الشمسي. وقد درس عالم الكيمياء الفلكية مارتن كوردينر من مركز "غودارد" الفضائي التابع لوكالة "ناسا"، برفقة فريقه، تركيب المذنب باستخدام تلسكوبات قوية في تشيلي، ليكتشفوا أن المذنب لا يقذف الغبار والغازات فحسب، بل يطلق أيضا سيانيد الهيدروجين والميثانول، مع فارق لافت في الكميات، إذ تبلغ انبعاثات الميثانول نحو 40 كيلوغراما في الثانية، مقابل نحو نصف كيلوغرام فقط من سيانيد الهيدروجين.
ويظهر معظم الميثانول في ذيل المذنب المكوَّن من الغازات وجسيمات الغبار، بينما ينبعث سيانيد الهيدروجين مباشرة من النواة الصلبة. ويفترض العلماء أن اختلاف مواقع الانبعاث يرتبط بتباين في تركيب أجزاء النواة، ما قد يساهم في كشف تاريخ تشكّل هذا المذنب الغريب.
كما يشير المحتوى المرتفع من الميثانول إلى احتمال احتواء المذنب على كميات كبيرة من المعادن، إذ يُرجح أن المياه السائلة، الناتجة عن تسخين الشمس لنواته، تتسرّب إلى الداخل وتدخل في تفاعلات كيميائية مع مركبات الحديد، وهي عملية يمكن أن تؤدي نظريا إلى تكوين الميثانول.
وأوضح كوردينر أن الميثانول، رغم كونه هيدروكربونا بسيطا، يُعد حلقة وسيطة أساسية في تكوين جزيئات أكثر تعقيدا ضرورية لنشوء الحياة، مؤكدا أن تركيزه العالي في هذا المذنب يمثل دليلا مهما على هذه العمليات الكيميائية.
المصدر: تاس