وهذه المقاطع التي تعود لسنوات مضت أثارت عاصفة من الجدل حول مصداقية واحدة من أعظم الإنجازات البشرية. ويظهر المقطع الأول الذي يعود لعام 2000 من برنامج كونان أوبراين، ألدرين وهو يصحح المضيف بقوة عندما ذكر أنه شاهد الهبوط على القمر في طفولته، حيث رد عليه ألدرين: "لا، لم تشاهده.. لم يكن هناك بث تلفزيوني حقيقي، لقد شاهدت رسوما متحركة".
وهذا التصريح المفاجئ ترك أوبراين في حالة من الذهول، وأصبح لاحقا أحد أكثر المقاطع تداولا بين المشككين.
أما المقطع الثاني الأكثر إثارة فيعود لعام 2015، حيث يظهر ألدرين وهو يجيب على سؤال طفلة صغيرة عن سبب عدم عودة البشر إلى القمر بقوله: "لأننا لم نذهب هناك، وهكذا حدث الأمر". وهذا التصريح الغامض أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أن المقطع الأصلي كان أطول واحتوى على تفسير ألدرين اللاحق الذي أرجع سبب التوقف عن البعثات القمرية إلى نقص التمويل.
وهذه المقاطع أعادت إحياء الجدل الذي بدأ في منتصف السبعينيات. ومنذ ذلك الحين، استمرت نظريات المؤامرة، حيث طرح المشككون العديد من النقاط مثل ظلال رواد الفضاء غير الطبيعية، وعدم ظهور النجوم في الصور، وتحرك العلم المزعوم في غياب الرياح القمرية.
لكن الخبراء والعلماء يقدمون تفسيرات علمية لكل هذه النقاط. فوكالة ناسا تؤكد أن مهمة أبولو 11 مدعومة بأدلة لا تقبل الجدل، بما في ذلك 382 كيلوغراما من عينات صخور القمر، وبيانات القياس عن بعد التي تتبعها مراصد مستقلة حول العالم، بالإضافة إلى شهادات آلاف المهندسين والعلماء الذين عملوا على البرنامج.
والأكثر إثارة أن بعثات فضائية حديثة من دول أخرى، مثل المسبار الياباني "كاجويا"، التقطت صورا تظهر آثار هبوط مركبة "أبولو 15"، ما يؤكد صحة المهمات الأمريكية. كما أن المرايا العاكسة التي تركها رواد الفضاء على سطح القمر ما تزال تستخدم حتى اليوم في قياس المسافة بين الأرض والقمر بدقة.
ورغم كل هذه الأدلة، تظل نظرية المؤامرة حول الهبوط على القمر واحدة من أكثر النظريات انتشارا، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن نحو 5-10% من الأمريكيين ما يزالون يشككون في صحة هذا الإنجاز. ويعزو علماء الاجتماع هذا الأمر إلى ميل بعض الأفراد إلى عدم الثقة في السلطات الرسمية، خاصة في الأحداث التاريخية الكبرى.
جدير بالذكر أنه في 20 يوليو 1969، حققت البشرية إنجازا تاريخيا مع مهمة "أبولو 11"، عندما أصبح رائدا الفضاء الأمريكيان نيل أرمسترونغ وباز ألدرين أول من تطأ أقدامهما سطح القمر.
وبدأت الرحلة عندما انطلقت مركبة الفضاء من الأرض في 16 يوليو 1969. وبعد أربعة أيام من السفر عبر الفضاء، تمكنت مركبة الهبوط "إيغل" من الهبوط بسلام على سطح القمر في الساعة 8:17 مساء بتوقيت غرينتش.
وبعد نحو 6 ساعات من الهبوط، في 21 يوليو الساعة 2:56 صباحا بتوقيت غرينتش، نزل نيل أرمسترونغ من المركبة ليصبح أول إنسان يمشي على سطح القمر، وانضم إليه زميله ألدرين بعد 19 دقيقة، وقضى الرجلان ساعتين و15 دقيقة في استكشاف سطح القمر، وجمعا عينات من الصخور وأجريا تجارب علمية.
المصدر: ديلي ميل