علماء الفلك يرصدون "وحشا عملاقا" فوق الشمس!
رصد علماء الفلك ظاهرة شمسية نادرة أثارت دهشة المتابعين حول العالم، حيث ظهر عمود ضخم من البلازما المتوهجة فوق سطح الشمس أطلق عليه اسم "الوحش" بسبب شكله المتغير وحجمه المهول.
وهذا البروز الشمسي العملاق الذي بلغ طوله أكثر من 165 ألف كيلومتر(100 ألف ميل، ما يعادل 13 ضعف قطر الأرض)، بدأ بالظهور يوم 12 يوليو فوق الطرف الشمالي الغربي للشمس، حيث استمر في التمدد والتحول لمدة ثلاث ساعات تقريبا قبل أن يبدأ بالانحسار.
the large prominence of today 8.40 UT - a colored mosaic pic.twitter.com/kd7ZP6ui0d
— Michael Jäger (@Komet123Jager) July 14, 2025
Sun 2025-07-12 6.41 - 7.50 UT pic.twitter.com/ptxTXuyfD4
— Michael Jäger (@Komet123Jager) July 12, 2025
وتمكن المصورون الفلكيون من مختلف أنحاء العالم من توثيق هذه الظاهرة المذهلة، حيث التقط المصور النمساوي مايكل جيجر صورا رائعة من بلدة مارتينسبورغ، بينما قام البريطاني سيمون ميتكالف بتصوير المشهد من مقاطعة غلوسترشاير. أما ديفيد ويلسون من اسكتلندا فقد نجح في تسجيل فيلم كامل للحدث، كاشفا كيف كان هذا "الوحش" البلازمي يتشكل ويتغير باستمرار، ما أثار خيال المتابعين الذين شبهوه بحيوان ضخم بأربعة أرجل.
Curved prominences from 2025-07-14 8.01-8.31 UT pic.twitter.com/2fGk8lCOao
— Michael Jäger (@Komet123Jager) July 14, 2025
وهذه الظاهرة المعروفة علميا باسم "البروز الشمسي" (Solar Prominence) هي عبارة عن سحابة ضخمة من الغاز المتأين (البلازما) التي تطفو فوق سطح الشمس، محصورة بواسطة المجالات المغناطيسية الشديدة.
The Solar Beast - 3 hours observation of a giant prominence on the northeast limb of the Sun (1500X speed) taken by David Wilson on July 12, 2025 pic.twitter.com/zeiUvmjtRt
— Black Hole (@konstructivizm) July 15, 2025
وعلى الرغم من أن هذه التراكيب شائعة نسبيا على الشمس، إلا أن حجم "الوحش" ووضوحه جعلا منه ظاهرة استثنائية تستحق الدراسة والتوثيق.
وخلال مراقبة هذا البروز العملاق، لاحظ العلماء ظاهرة أخرى مثيرة للاهتمام تعرف باسم "المطر الإكليلي" (Coronal Rain)، حيث يمكن رؤية كتل صغيرة من البلازما تتساقط بسرعات هائلة نحو سطح الشمس. وتحدث هذه الظاهرة عندما تبرد البلازما فجأة وتتكثف، فتهبط على طول خطوط المجال المغناطيسي مثل قطرات المطر العملاقة.

كشف علمي يحل لغزا عمره 400 عام عن الشمس
ومن المثير للاهتمام أن هذه البروزات الشمسية قد تشكل خطرا محتملا على الأرض عندما تتحول إلى ما يعرف باسم "الانبعاث الكتلي الإكليلي" (CME)، حيث تنفجر خطوط المجال المغناطيسي وتقذف كميات هائلة من البلازما نحو الفضاء. ولو اصطدمت هذه الجسيمات المشحونة بالمجال المغناطيسي للأرض، فقد تسبب عواصف جيومغناطيسية تؤدي إلى انقطاع الاتصالات وتعطيل الأقمار الصناعية، لكنها في نفس الوقت تخلق عروضا خلابة للشفق القطبي.
ولحسن الحظ، فإن "الوحش" لم يقذف أي عاصفة شمسية نحو كوكبنا. وفي الأيام التالية، ظهرت بروزات شمسية أخرى أكبر حجما لكن بأشكال أكثر تقليدية، وأطلقت بالفعل انبعاثات كتلية إكليلية، إلا أن مسارها لم يكن باتجاه الأرض. وهذه الزيادة في النشاط الشمسي تعكس أن نجمنا يقترب من ذروة دورته الشمسية التي تتكرر كل 11 عاما تقريبا، حيث تزداد فيها الانفجارات والبقع الشمسية بشكل ملحوظ.
وهذه الظواهر الفلكية الرائعة لا تقدم فقط مشاهد خلابة للعلماء وهواة الفلك، بل تذكرنا أيضا بقوة شمسنا الهائلة وأهمية فهم تأثيراتها المحتملة على تكنولوجيتنا الحديثة. كما تفتح نافذة لفهم أفضل للعمليات الفيزيائية المعقدة التي تحدث على سطح أقرب النجوم إلينا، والتي ما تزال تخفي الكثير من الأسرار التي تنتظر الاكتشاف.
المصدر: لايف ساينس
إقرأ المزيد
كسوفان كليان متتاليان في النصف الشمالي من الأرض.. أين ومتى يمكن مشاهدتهما؟
في مشهد مهيب لن يتكرر لعقود، سيسود الظلام فجأة في جزء صغير من نصف الكرة الشمالي، عندما يحجب القمر وجه الشمس تماما.
جيمس ويب يكتشف مجرات "نائمة" في فجر الكون
نجح تلسكوب جيمس ويب الفضائي في رصد أكثر من عشر مجرات غريبة توقفت فجأة عن تكوين النجوم خلال المليار سنة الأولى بعد الانفجار العظيم، في ظاهرة فلكية نادرة تحير العلماء.
ناسا ترصد "أرضا عملاقة" ترسل إشارات غامضة عبر الفضاء
اكتشفت وكالة ناسا كوكبا غامضا يشبه "الأرض العملاقة" ويبعث إشارات متكررة من على بعد 154 سنة ضوئية.
ظاهرة غريبة.. أقمار صغيرة تهرب من القمر لتزور الأرض لأشهر
كشفت دراسة حديثة عن ظاهرة فلكية غريبة، حيث تبين أن قطعا صغيرة من القمر قد تدور حول الأرض لفترات وجيزة قبل أن تستمر في رحلتها حول الشمس.
مسبار "باركر" يرسل صورا مذهلة للشمس من أقرب مسافة سجلها على الإطلاق
تمكن مسبار "باركر" الشمسي، أسرع جسم صنعه الإنسان على الإطلاق، من إرسال صور مذهلة للشمس التقطها من مسافة قياسية لم تصلها أي مركبة فضائية من قبل.
التعليقات