وفي أبريل 2019، شهدت بلدة أغواس زاركاس الواقعة في شمال كوستاريكا حدثا استثنائيا، عندما اخترق نيزك ضخم الغلاف الجوي بزاوية حادة تكاد تكون عمودية، بسرعة خيالية تبلغ 14.6 كيلومترا في الثانية.
وعلى ارتفاع 25 كيلومترا فوق سطح الأرض، انفجر النيزك الأم إلى شظايا متعددة، مطلقا وميضا ساطعا التقطته أقمار صناعية متخصصة.
ويقول العلماء إن شظايا الكتلة المحطمة ظلت سليمة عند سقوطها على الأدغال الناعمة نسبيا والأسطح العشبية.
وما أذهل العلماء لاحقا هو طبيعة هذه الشظايا التي عثر عليها متناثرة في المنطقة. فعلى الرغم من احتوائها على معادن غنية بالماء - ما يجعلها تشبه كرات الطين - إلا أنها أظهرت متانة وقوة غير متوقعتين. وقد حيَّر هذا التناقض بين مظهرها الهش وقوتها الفعلية العلماء في البداية، حتى تمكّنوا من فكّ شفرتها عبر سلسلة من التحليلات المعقّدة.
وباستخدام تقنيات متطورة لقياس التعرض للأشعة الكونية، تتبع العلماء تاريخ هذه الصخور الفضائية، ليكتشفوا أنها انفصلت عن كويكبها الأم قبل مليوني عام تقريبا، وأنها قطعت هذه المسافة الطويلة عبر الفضاء دون أن تتعرض لأي تصادمات أو أضرار جسيمة. وتبين أن القطر الأصلي للنيزك قبل دخوله الغلاف الجوي كان نحو 60 سنتيمترا، وأنه جاء من المناطق الخارجية لحزام الكويكبات.
وعلق الدكتور بيتر جينيسكنز، العالم البارز في معهد البحث عن ذكاء خارج الأرض (SETI) ومركز أبحاث "أميس" التابع لناسا، بأن "هذه النيازك الطينية تمثل لغزا حقيقيا، فهي تجمع بين الخصائص الهشة والمتانة في آن واحد". ويشبهها البعض بـ"الكبسولة الزمنية" التي حافظت على أسرارها طوال هذه الرحلة المليونية.
المصدر: إندبندنت