وكانت هذه أول مرة يتم فيها التحكم في خروج جسم فضائي بهذا الحجم الكبير (وزن المحطة 140 طنا) من المدار بشكل آمن وإغراقه في منطقة محددة من محيطات العالم.
وبقيت محطة "مير" في المدار الأرضي لمدة 15 عاما بدلا من الأعوام الخمسة المخطط لها. وخلال هذه الفترة زارها 104 رواد فضاء من 12 دولة ضمن 28 بعثة فضائية.
وكانت "مير" أول محطة مدارية تُبنى على مبدأ الوحدات القابلة للتوسع، حيث يمكن إضافة وحدات أخرى إلى الوحدة الأساسية حسب المهام المطلوبة.
وسجلت "مير" أرقاما قياسية عالمية في مدة البقاء في المدار، وعدد مرات الخروج إلى الفضاء المفتوح، وطول مدة الإقامة في الفضاء. وعند توديع المحطة في رحلتها الأخيرة، لم يتمكن العاملون في مركز القيادة من حبس دموعهم. وكانت هذه المحطة علامة فارقة في تاريخ دراسة الفضاء.
يذكر أن محطة "مير" أطلقت إلى مدار الأرض في 20 فبراير عام 1986 من مطار "بايكونور" الفضائي بصاروخ "بروتون-ك".
وفي 23 مارس/آذار 2001، أي قبل 15 عاما تم إخراج المحطة المدارية الروسية "مير" من مدارها وإغراقها في المحيط الهادئ.
يذكر أن "مير" كانت محطة مدارية مأهولة سوفيتية الصنع، وهي أول محطة فضائية القابلة للتوسع في العالم، والثامنة التي أنشأها الاتحاد السوفيتي ووضعها في المدار الأرضي. سبقتها محطات "ساليوت-1" (1971)، و"ساليوت-2" (1973 ولم تُستخدم للبعثات المأهولة بسبب فقدان الضغط)، و"ساليوت-3" (1974-1975)، و"ساليوت-4" (1974-1977)، و"ساليوت-5" (1976-1977)، و"ساليوت-6" (1977-1982)، و"ساليوت-7" (1982-1991).
كان طول محطة "مير" حوالي 30 مترا ووزنها أكثر من 140 طنا (مع مركبتيْن ملتحمتين)، منها 11.5 طنا مخصصة للأجهزة العلمية.
وبلغ إجمالي حجم أقسام المحطة حوالي 400 متر مكعب، بينما بلغت مساحة الألواح الشمسية 76 مترا مربعا. وكان المدار التشغيلي للمحطة على ارتفاع يتراوح بين 320 و420 كيلومترا.
المصدر: تاس