ويذكر أن علماء جامعة أريزونا أدعوا قبل سنة أن قمر أوروبا قد يكون صالحا للحياة وأنه يحتوي على نواة معدنية ساخنة.
ويقول الباحثون في دراستهم المنشورة في مجلة Nature Astronomy: "أظهر إعادة تحليلنا لبيانات غاليليو، فضلا عن الحسابات باستخدام نماذج من داخل قمر أوروبا، أن التطور الجيولوجي لهذا القمر التابع لكوكب المشتري كان يجري أساسا في ظل نظام "بارد"، ما يشير إلى أن جزءا كبيرا من الاحتياطي المائي للقمر، الذي يحتمل أن يكون صالحا للسكن جلب من الخارج، نتيجة لسقوط عدد كبير من المذنبات أو الأجرام السماوية الصغيرة الأخرى".
وتشير هذه الفرضية إلى أن كل مياه القمر أوروبا تقريبا، بالإضافة إلى محيطها الجليدي الحالي، نشأت من جفاف الصخور، والتحرر التدريجي للمياه من المعادن. ويدل ذلك على أن محيط أوروبا كان دافئا جدا لفترة طويلة جدا، وأنه يحتوي على كمية قليلة بشكل غير متوقع من الكربون والكثير من المركبات غير العضوية التي تشكلت نتيجة ملامسة الماء الساخن للصخور.
ومن أجل التأكد من مدى واقعية هذه الفرضية، صمم العلماء نموذجا يصف تكوين قمر أوروبا، وحسبوا بمساعدته عددا كبيرا من المتغيرات لبنيته الداخلية بأحجام وبنية ودرجة حرارة مختلفة للنواة، والوشاح والمحيط والقشرة الجليدية. وباستخدام هذه النماذج، حددوا المؤشرات، بما في ذلك بنية مجال الجاذبية التي قاسها سابقا المسبار غاليليو.
وأظهرت المقارنة بين نتائج الحسابات والقياسات الفعلية أن النماذج الأكثر واقعية لقمر أوروبا هي تلك التي لا يحتوي الجزء الداخلي من قمر المشتري على نواة على الإطلاق، أو تكون باردة وصغيرة (يبلغ نصف قطرها 50- 250 كيلومترا). وتثير كلتا الفرضيتين شكوكا حول فكرة أن غلاف أوروبا قد سخن إلى درجة حرارة تسمح بتبخر الماء من الصخور. وخلص العلماء إلى أن هذا يشير إلى أن أغلب احتياطيات المياه في القمر أصلها مذنبات.
وتجدر الإشارة إلى أن قمر أوروبا هو أحد أقمار كوكب المشتري، سطحه مغطى بطبقة جليد تحتها محيط مائي ضخم. ويعتقد العلماء أنه أحد المواقع المحتملة للحياة خارج كوكب الأرض، مشيرين إلى أن هذا المسطح المائي يتبادل الغازات والمعادن مع الجليد على السطح، كما يحتوي على الهيدروجين وبعض المواد الأخرى التي يمكن أن تدعم حياة الميكروبات.
المصدر: تاس