وبعد وصولها إلى المريخ في عام 2018، كانت مركبة الهبوط "إنسايت" هي الأولى التي اكتشفت "زلازل المريخ" على الكوكب الأحمر وساعدت في دراسة بنية القشرة والوشاح واللب. وفي ديسمبر 2022، أنهت وكالة ناسا مهمة المركبة لأن الألواح الشمسية الخاصة بها أصبحت مغطاة بالكثير من الغبار، ما منع المركبة من شحن بطارياتها.
وعلى مدار العامين الماضيين، ظلت مركبة الفضاء بلا حياة على سطح الكوكب الأحمر بسبب الغبار.
ومن نقطة مراقبة في الفضاء، رصدت مركبة استكشاف المريخ المدارية لمحة عن "إنسايت" في وضعها الساكن.
ومن خلال صور مركبة استكشاف المريخ، تمكن العلماء من متابعة تطور بيئة "إنسايت" من 2018 حتى 2024. وأظهرت الصور كيف كان الغبار يتراكم ثم يزال بفعل الرياح. واستخدم العلماء هذه البيانات لدراسة تأثير الرياح والغبار على المريخ وكيفية تأثير ذلك على المهمات المستقبلية للبشر إلى سطح الكوكب.
وكانت الصور الجديدة بمثابة وداع أخير لـ"إنسايت"، وقد التقطت أيضا المناظر الطبيعية المضطربة بشكل لا يصدق لعواصف الغبار على المريخ.
وعلى الرغم من أن مهمة "إنسايت" انتهت في ديسمبر 2022، كان المهندسون يأملون أن المسبار الذي لا يستطيع التواصل بسبب "غيبوبته العميقة"، قد يستفيق في يوم من الأيام. وكانوا يعتقدون أن هناك فرصة ضئيلة أن تتمكن الرياح من إزالة بعض الغبار عن الألواح الشمسية، ما يسمح للمركبة بجمع ضوء الشمس مرة أخرى وشحن بطارياتها.
ولكن، للأسف، لم يتلقوا أي إشارات. ومع اقتراب عام 2024 من نهايته، سيوقف المهندسون محاولة الاستماع لإشارات راديو من "إنسايت"، وفقا لناسا.
وقد عرف العلماء منذ فترة طويلة بمخاطر "شياطين الغبار"، العواصف الشهيرة التي تثير الغبار المريخي. وقبل نحو 12 عاما، رصدت مركبة استكشاف المريخ المدارية أحد الأعاصير الاستثنائية التي كانت تنبعث منها سحابة تمتد لمسافة 12 ميلا في السماء.
وتتشكل "شياطين الغبار" على المريخ بشكل مشابه لتلك التي تحدث على الأرض، رغم أن الغلاف الجوي للمريخ أرق بكثير. وتحدث عادة في الأيام الجافة عندما تكون الأرض أكثر حرارة من المناطق المحيطة بها. وعلى المريخ، تترك هذه الظاهرة آثارا، على شكل خطوط مستقيمة ومنحنيات وأشكال ملتوية، في المسار الذي سلكته. واللون الناتج يعود إلى جمع الغبار الفاتح الذي يغطي تقريبا كل سطح الكوكب الأحمر، ما يكشف عن طبقات من الصخور البركانية الداكنة.
المصدر: ماشابل