ويشير المكتب الإعلامي للمعهد الفلكي الألماني التابع لجمعية ماكس بلانك إلى أنه وفقا للعلماء، لهذا الكوكب غلاف جوي سميك من ثاني أكسيد الكربون والهيدروكربونات، ما يجعله شبيها بـ"تيتان"، "قمر زحل" الأكثر شبها بالأرض.
ويقول البروفيسور توماس هينينغ من المعهد: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الكوكب TRAPPIST-1b قد لا يبدو كما تصورناه، وعلى عكس الفرضيات السائدة، فقد لا يكون عالما خاليا من الهواء، بل كوكب مغطى بغلاف جوي كثيف للغاية من ثاني أكسيد الكربون، توجد فيه طبقة من السحب الهيدروكربونية أو الضباب".
ووفقا له، الكوكب TRAPPIST-1b هو واحد من سبعة عوالم تقع في كوكبة الدلو على مسافة 40 سنة ضوئية من النظام الشمسي، اكتشفها العلماء عام 2016 خلال عمليات رصد القزم الأحمر TRAPPIST-1 باستخدام تلسكوب TRAPPIST المثبت في مرصد لاسيلا في تشيلي.
ويمكن نظريا أن يتواجد الماء السائل على ثلاثة من هذه الكواكب في وقت واحد، وهو ما يجذب اهتمام علماء الكواكب إليها، وكذلك إلى أقرب جيرانها. وقد حاول العلماء بنشاط كشف تكوين غلافها الجوي من خلال دراسة بنية طيف التوهج الخاص بهم، الذي يخزن معلومات حول الجزيئات الموجودة في غلافها الجوي.
وقبل عام، رصد علماء الكواكب باستخدام تلسكوب جيمس ويب المداري الكوكب TRAPPIST-1b، الأقرب إلى النجم. واتضح لهم أن بنية طيف هذا الكوكب عند طول موجي 15 ميكرومتر تشير بشكل غير متوقع إلى أن هذا الكوكب لا يتمتع بغلاف جوي دائم، ما يجعله مشابها لعطارد وليس للأرض أو المريخ أو الزهرة.
ولكن أظهرت الدراسات التي أجراها العلماء مؤخرا للكوكب باستخدام نطاق أوسع من الأطوال الموجية وجود عددا من الحالات الشاذة التي لا تتوافق مع هذه الفرضية. فمثلا، تشير القياسات الجديدة إلى أن سطح هذا الكوكب يعكس الحرارة جيدا ويعادل ضعف ما يعكسه سطح عطارد، وهو أمر ممكن فقط في حالة تجدد الطبقة العليا من صخور قشرة TRAPPIST-1b بالكامل كل بضعة آلاف من السنين، مثلما يحدث على آيو، قمر المشتري "البركاني".
وتشير الحسابات التي أجراها العلماء إلى أن الميزات غير العادية في بنية طيف الأشعة تحت الحمراء للكوكب TRAPPIST-1b أظهرت أنه محاط بغلاف جوي سميك من ثاني أكسيد الكربون، حيث توجد طبقة من الهيدروكربونات. تمتص هذه الطبقة إشعاع النجم بشكل فعال وتخلق الظروف التي تبدأ فيها جزيئات ثاني أكسيد الكربون في التوهج بنشاط بطول موجة يبلغ 15 ميكرومتر.
ووفقا للعلماء هذا يشبه الغلاف الجوي لقمر تيتان أكبر أقمار زحل، الذي مناخه وتضاريسه أكثر شبها بالأرض من بين جميع الكواكب في النظام الشمسي.
المصدر: تاس