وقالت يوردانكا سيمكوفا الأستاذة في معهد أبحاث وتكنولوجيا الفضاء التابع لأكاديمية العلوم البلغارية في ندوة موسكو الـ15 لدراسات النظام الشمسي إن المسبار تلقى خلال هذا التوهج الشمسي نفس جرعة الإشعاع التي تلقاها خلال الـ200 يوم الماضية.
وأوضحت سيمكوفا أن هذا التوهج سجله الجهاز الروسي "لولين – إم أو"، واستمر لمدة تزيد عن 64 ساعة وتسبب فيه الانفجار من فئة X12 الذي وقع على جانب الشمس غير المرئي آنذاك من الأرض. ووصل التوهج إلى قوة قياسية عالية وتجاوز في شدته عاصفة بروتونية شمسية مماثلة سجلها جهاز "ليولين " على متن محطة "مير" السوفيتية في سبتمبر 1989".
وكما أشارت عالمة الكواكب، فإن اندلاع النشاط الشمسي في شهر مايو أدى إلى ارتفاع الإشعاع الخلفي في مدار المريخ ليسجل قيما عالية تبلغ 2.8 ملليغراي في الساعة، وهو أعلى بمقدار الثلث من مستوى الإشعاع المسجل في محطة "مير" الفضائية في نهاية سبتمبر 1989. وفي المجمل امتص جهاز "لولين – إم أو" خلال التوهج بأكمله حوالي 25 ملليغراي من الإشعاع، وهو ما يعادل مقدار الإشعاع الذي يتلقاه مسبارExoMars-TGO خلال 200 يوم من التشغيل في الطقس الفضائي الهادئ.
وأتيحت للعلماء مؤخرا فرصة لدراسة كيفية تغير الوضع الإشعاعي في محيط المريخ مع وصول الشمس إلى أقصى نشاط للتوهج. وعلى وجه الخصوص سجل جهاز "لولين – إم أو" الروسي اعتبارا من يناير 2024 عشرة انبعاثات قوية من البلازما الشمسية، وكان كل منها مصحوبا بزيادة كبيرة في الخلفية الإشعاعية في مدار المريخ.
يبلغ المعادل البيولوجي للجرعة الممتصة من توهج النشاط الشمسي في شهر مايو حوالي 44 مللي سيفرت، وهو ما يشبه مقدار الإشعاع الذي ستتلقاه الأجسام البيولوجية عندما تتعرض للأشعة الكونية لمدة شهرين تقريبا. وستساعد هذه المعلومات في إجراء تقييم أكثر دقة للضغط الإشعاعي المحتمل على البشر، وكذلك اختيار الوقت الأمثل للرحلة إلى المريخ عند التخطيط للبعثات المستقبلية.
المصدر: تاس