وكشف تلسكوب إقليدس الفضائي عن "الصفحة الأولى" من "الأطلس الكوني" الذي يبنيه. وتم إصدار قسم خريطة الكون التي يبنيها إقليدس يوم الاثنين 15 أكتوبر، والتي تضم عشرات الملايين من النجوم داخل مجرة درب التبانة ونحو 14 مليون مجرة بعيدة خارج مجرتنا.
ويعرض النسيج الأزرق الأرجواني اللامع بيانات من 260 ملاحظة بواسطة تلسكوب إقليدس الفضائي، وهو مرصد المادة المظلمة المتطور التابع لوكالة الفضاء الأوروبية. وعلى مدار عمر التلسكوب المتوقع الذي يبلغ ست سنوات، سيجمع البيانات التي تساعد العلماء على فهم طبيعة المادة المظلمة والطاقة المظلمة، والتي تشكل معا 95% من الكون المعروف.
وتعرض الصورة التي تبلغ دقتها 208 غيغابكسل مساحة من السماء الجنوبية تبلغ نحو 500 ضعف مساحة القمر المكتمل، كما شوهدت بين 25 مارس 2024 و8 أبريل 2024.
وتشكل فسيفساء الصورة 1% فقط من المسح الواسع الذي سيلتقطه إقليدس في النهاية، والذي سيشمل مليارات المجرات الممتدة بعيدا في ماضي الكون.
وتُظهر هذه الصورة الأولى 14 مليون مجرة، بالإضافة إلى عشرات الملايين من النجوم من مجرتنا درب التبانة.
وقالت فاليريا بيتورينو، عالمة مشروع إقليدس في وكالة الفضاء الأوروبية، في بيان صادر عن معهد ماكس بلانك لعلم الفلك: "هذه الصورة المذهلة هي أول قطعة من خريطة ستكشف عن أكثر من ثلث السماء في ست سنوات. وهذا يمثل 1% فقط من الخريطة، ومع ذلك فهي مليئة بمجموعة متنوعة من المصادر التي ستساعد العلماء على اكتشاف طرق جديدة لوصف الكون".
ومن خلال إلقاء نظرة أوسع على الكون ثم تضييق نطاقه، تسمح التفاصيل العميقة التي يسهلها إقليدس لعلماء الفلك بالتكبير بعمق كبير في الفسيفساء ورؤية الهياكل المعقدة، مثل شكل المجرة الحلزونية ESO 364-G036، التي تقع على بعد نحو 420 مليون سنة ضوئية عن الأرض.
وفي صورة المجرة الحلزونية تم تكبير المنطقة نحو 600 مرة مقارنة بالفسيفساء بالحجم الكامل.
ووفقا للعلماء، فقد تم إكمال نحو 12% من جمع البيانات المخطط له من قبل إقليدس حتى الآن، مع إرسال نحو 100 غيغابايت من البيانات إلى الأرض من المركبة الفضائية كل يوم.
وستفعل هذه البيانات أكثر من مجرد تكوين صور جميلة، حيث ستقدم للعلماء أدلة على توزيع المادة المظلمة في جميع أنحاء الكون، بالإضافة إلى الظواهر التي تتجلى فيها المادة المظلمة، كما هو الحال في العدسات الجاذبية.
جدير بالذكر أنه تم إطلاق إقليدس في يوليو 2023، وبدأ في إجراء الملاحظات العلمية في فبراير. وبلغت تكلفة هذه المهمة الفضائية نحو 1.4 مليار دولار.
المصدر: Gizmodo