مباشر

الكرة الحديدية الصغيرة التي أقضت مضجع الأمريكيين!

تابعوا RT على
أطلق الاتحاد السوفيتي بنجاح في 4 أكتوبر عام 1957 أول قمر صناعي في العالم، كان "سبوتنيك – 1" بمثابة بداية لحقبة تكنولوجية جديدة، الحدث أصاب حينها الأمريكيين بصدمة كبيرة.

القمر الصناعي الأول في التاريخ، أطلق إلى مدار حول الأرض من قاعدة "بايكونور" الفضائية في سرية تامة.

كان عبارة عن كرة قطرها أقل من 60 سنتمترا وكان مزودا بزوج من الهوائيات، وأجهزة لاسلكي ولقياس درجات الحرارة والضغط.

بعد نجاح إيصال القمر الصناعي الأول "سبوتنيك – 1" إلى المدار، بثت وكالة أنباء تاس الخبر المثير، وفي اليوم التالي بدأت الصحف الأمريكية في دق نواقيس الخطر، ونشر الذعر.

حملت الصحف والمجلات الأمريكية عناوين مثيرة مثل "هذه الهزيمة يجب أن تكون الأخيرة"، "لماذا أطلقه الحمر أولا؟"، "أعظم انتصار للسوفييت"، "انتصار الشيوعية"، "انتهى عصر ثقتنا بأنفسنا".

حينها جرى لأول مرة التشكيك في الإنجازات الأمريكية في العلوم والتكنولوجيا. وبعد انتشار الأنباء عن الإطلاق غير المسبوق للقمر الصناعي السوفيتي، غادر الآلاف من الأشخاص حول العالم، بمن فيهم الأمريكيون، منازلهم في المساء لمشاهدة أول قمر صناعي، وكان يبدو نقطة صغيرة تتحرك في السماء.

القمر السوفيتي الأول على مستوى العالم كان دار حول الأرض، وأرسل إشاراته اللاسلكية الشهيرة التي سارع الهواة والمحترفون إلى الاستماع إليها، لمدة واحد وعشرين يوما قبل أن تنتهي مهمته ويحترق في الغلاف الجوي للأرض.

إدارة الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور دقت هي الأخرى أجراس الإنذار. في الظاهر حاول الرئيس أيزنهاور التقليل من أهمية الخطوة السوفيتية الهائلة بوصفه "سبوتنيك – 1"، بأنه مجرد "كرة صغيرة من المعدن"!

تجربة إطلاق القمر الصناعي السوفيتي الأول الناجحة لم تصب فقط المواطنين العاديين بالصدمة بل والخبراء والسياسيين الأمريكيين. سارعت إدارة أيزنهاور إلى مواجهة الخوف الشديد الذي انتشر بين المواطنين الأمريكيين من تفوق الاتحاد السوفيتي التكنولوجي على الولايات المتحدة، إلى ضخ أموال وموارد إضافية في برنامج الفضاء.

لمواجهة تلك الخطوة التكنولوجية السوفيتية الكبيرة، تم في 1 أكتوبر 1958 تأسيس "ناسا"، باعتبارها الوكالة الفيدرالية الرئيسة المسؤولة عن أبحاث الفضاء وبرنامج الفضاء المدني. كما تم في نفس العام تكوين وكالة مشاريع البحوث المتقدمة، التي تولت تطوير تكنولوجيا الفضاء للأغراض العسكرية.

في عام 1958 ذاته أقر الكونغرس قانون تعليم الدفاع الوطني الذي اعتبر التعليم العام بمثابة عنصر رئيس في الأمن القومي، وخصص مشروع القانون 800 مليون دولار لقروض طلاب الجامعات لتحسين التدريس في مجال العلوم المعقدة.

في تلك الحقبة من الحرب الباردة، حقق السوفييت الكثير من النجاحات التي أقضت مضجع الأمريكيين وغذت المخاوف من تأخر الجيش الأمريكي بشكل عام في مجال التكنولوجيا عن منافسه السوفيتي.

كان البلدان في ذلك الوقت في سباق محموم في مجال تطوير "السواتل". على مدار عقد من الزمن، اختبرت الولايات المتحدة عدة أنواع من الصواريخ والقذائف، إلا أن كل تلك الاختبارات انتهت بالفشل.

بالمقابل، أطلق الاتحاد السوفيتي قمره الصناعي الثاني إلى الفضاء بعد شهر في نوفمبر ومعه الكلبة "لايكا"، وفي مايو من العام التالي 1958، أطلق السوفييت "سبوتنيك – 3" وكان يزن أكثر من 1360 كيلو غراما، ولاحقا في عام 1958 أطلق الاتحاد السوفيتي مسبار الفضاء "لونيك- 3" لالتقاط صور للجانب المظلم من القمر.

أما الولايات المتحدة فكانت تعاني من شعور بالإحباط بعد الانتكاسة الشديدة التي جرت في ديسمبر عام 1957 بانفجار "فانغارد"، أول قمر صناعي لها. في نهاية المطاف تمكنت الولايات المتحدة من إرسال "إكسبلورر- 1" إلى الفضاء في 31 يناير عام 1958، ومع ذلك كان وزنه أقل من سبوتنيك.

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا