وتجري ناسا، بواسطة علماء مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض (CNEOS) التابع لمختبر الدفع النفاث (JPL)، تدريبات افتراضية كل عامين تحاكي سيناريو الاصطدام.
وتم إجراء أحدث تدريب في شهر أبريل الماضي، حيث تم إصدار تقرير أولي في 20 يونيو الماضي.
والهدف من هذه التدريبات التي تشارك فيها الوكالات الفيدرالية والدولية، هو معالجة الشكوك المرتبطة بتأثير كويكب ما.
وقد لعب مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض (CNEOS)، ومقرها جنوب كاليفورنيا، دورا فعالا في صياغة طرق إدارة الكوارث هذه لأكثر من عقد من الزمان.
ويتم تكليف هؤلاء المتخصصين بمهمة بالغة الأهمية تتمثل في تتبع وتصنيف الكويكبات والمذنبات، بالإضافة إلى تحديد التهديدات المحتملة للأرض.
ويقول بول تشوداس، مدير مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض: "إن هذه السيناريوهات الافتراضية معقدة وتتطلب جهدا كبيرا في التصميم، لذا فإن هدفنا هو جعلها مفيدة وتمثل تحديا للمشاركين في التمرين وصناع القرار".
سيناريو تأثير الأرض والكويكبات
ركزت محاكاة هذا العام على اكتشاف كويكب افتراضي، ذي حجم كبير، مع احتمال اصطدامه بالأرض بنسبة 72% خلال 14 عاما.
وتشمل مواقع التأثير المحتملة مناطق مكتظة بالسكان في أمريكا الشمالية وجنوب أوروبا وشمال إفريقيا، ولكن ما يزال هناك احتمال بنسبة 28% أن يتجنب الكويكب الأرض.
وبعد عدة أشهر من تتبعه، يتحرك الكويكب قريبا جدا من الشمس، ما يجعل من المستحيل إجراء المزيد من عمليات الرصد لمدة سبعة أشهر أخرى، ما ترك صناع القرار في مأزق بشأن ما يجب فعله بعد ذلك.
وقال تيريك دالي، الذي قام بتنسيق الاختبارات: "لقد كان هذا تمرينا نظريا ناجحا للغاية، بمشاركة ما يقارب 100 مشارك من الوكالات الحكومية الأمريكية، ولأول مرة، خبراء دوليين في الدفاع الكوكبي. سيكون لتأثير الكويكب تداعيات وطنية ودولية خطيرة، لذا إذا حدث هذا السيناريو بشكل حقيقي، فسنحتاج إلى تعاون دولي".
وتُعد تدريبات تأثير الكويكبات التي تجريها وكالة ناسا بمثابة تذكير صارخ بالتهديدات المحتملة الكامنة في الكون.
وتحاكي هذه التمارين سيناريوهات قد يكون فيها كويكب في مسار تصادمي مع الأرض، ما يشكل تحديا للعلماء لتطوير استراتيجيات فعالة لتغيير مساره أو التخفيف من حدة المخاطر.
ومن خلال الجمع بين خبراء من مجالات متنوعة، من علم الفلك إلى الهندسة، تعمل تدريبات المحاكاة هذه على تعزيز الابتكار والاستعداد.
المصدر: Earth.com