وللاحتفال بهذا الحدث المهم، أصدرت وكالة الفضاء الأمريكية صورة بانورامية معقدة لـ"أوليمبوس مونس" (Olympus Mons)، أكبر جبل وبركان في النظام الشمسي، حيث استحوذت مركبة "أوديسي" على المشهد في مارس الماضي.
وتمتد قاعدة البركان على مسافة 600 كم (373 ميلا) بالقرب من خط الاستواء المريخي بينما ترتفع 27 كم (17 ميلا) في الهواء الرقيق للكوكب.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اكتشف علماء الفلك صقيعا سريع الزوال في الصباح يغطي قمة البركان لبضع ساعات كل يوم، ما يقدم رؤى جديدة حول كيفية دوران الجليد من القطبين في جميع أنحاء العالم الجاف.
وفي أحدث صورة للبركان من "أوديسي"، يُظهر شريط أبيض مزرق فوق "أوليمبوس مونس" كمية الغبار العائم في هواء المريخ عندما تم التقاط الصورة، وفقا لوكالة ناسا.
ومن المحتمل أن الطبقة الرقيقة من اللون الأرجواني الموجودة فوقها تشير على الأرجح إلى مزيج من الغبار الجوي وسحب الماء الجليدي المزرق.
ويقول العلماء إن الطبقة الزرقاء والخضراء الموجودة في الحافة العلوية تشير إلى المكان الذي تصل فيه سحب الجليد المائي إلى نحو 48 كم (30 ميلا) في سماء المريخ.
ولالتقاط أحدث صورة بانورامية، أمر العلماء "أوديسي" بالدوران ببطء بحيث تشير كاميرتها نحو أفق المريخ، لتلتقط مناظر مشابهة لتلك التي يلتقطها سكان محطة الفضاء الدولية للأرض.
وقال جيفري بلوت، عالم مشروع أوديسي في مختبر الدفع النفاث (JPL) في كاليفورنيا: "إن الصورة ليست مذهلة فحسب، بل تزودنا أيضا ببيانات علمية فريدة".
ومن خلال التقاط صور مماثلة في أوقات مختلفة خلال العام، يمكن للعلماء دراسة كيفية تغير الغلاف الجوي للمريخ خلال الفصول الأربعة للكوكب، والتي يستمر كل منها من أربعة إلى سبعة أشهر.
جدير بالذكر أن مهمة "أوديسي" انطلقت في أبريل 2001 ويديرها مختبر الدفع النفاث. وكانت هذه أول مهمة ناجحة لناسا إلى المريخ بعد فشلين قبل عامين.
ووصلت "أوديسي" إلى مدار حول المريخ في أكتوبر 2001، وكشفت منذ ذلك الحين عن خزانات جليد مائي كانت مخفية سابقا تحت سطح الكوكب مباشرة، والتي قد تكون في متناول رواد فضاء المريخ في المستقبل.
كما قامت المركبة الفضائية أيضا برسم خرائط لمساحات واسعة من سطح الكوكب، بما في ذلك الفوهات الصدمية، ما ساعد علماء الفلك على فك رموز تاريخ المريخ.
وتعد "أوديسي" المركبة الفضائية الأطول عمرا التي ظلت مستمرة في عملها في مدار حول كوكب آخر غير الأرض. ويعني الإنجاز الأخير الذي حققته المركبة الفضائية بإكمال 100 ألف مدار حول المريخ، أنها غطت أكثر من 2.2 مليار كم (1.4 مليار ميل).
ولا تحتوي المركبة الفضائية التي تعمل بالطاقة الشمسية على مقياس للوقود، لذلك يعتمد فريق المهمة على مهاراتهم الحسابية لتقدير الوقود المتبقي الذي يحافظ على استمرار المهمة التي يبلغ عمرها 23 عاما.
وتشير الحسابات الأخيرة إلى أن "أوديسي" لديها نحو 4 كغ من الوقود الدافع، وهو ما يكفي لاستمرار المهمة حتى نهاية عام 2025.
المصدر: سبيس