وخططت وكالة ناسا لإطلاق مركبة الإنزال القمرية Odysseus للبحث في الجانب المظلم من القمر صباح يوم الأربعاء، لكن الخطة تأجلت ليوم الخميس بسبب درجات حرارة الميثان غير الطبيعية.
ويعتقد علماء الفلك أن المنطقة الجنوبية من القمر تحتوي على مليارات الغالونات من الجليد، ما يوفر موردا قيما للسفر إلى الفضاء حيث يحصل رواد الفضاء على الأكسجين للتنفس والماء للشرب.
وقال وايتهاوس لـ "سكاي نيوز": " الرحلة إلى القمر لها قيمة كبيرة. وهناك جليد على المريخ، لذا فإن ما تتعلمه على القمر يمكنك أخذه، واستخدام التكنولوجيا نفسها على المريخ".
وتوقع أن يستغرق الأمر زهاء 15 أو 20 عاما قبل أن يتمكن رواد الفضاء من السفر إلى المريخ، مع تحديد موعد الرحلة الاستكشافية في أربعينيات القرن الحالي.
وقال وايتهاوس إن طول الفترة الزمنية للسفر إلى المريخ يمثل مصدر قلق كبير، لأن علماء الفلك "لا يعرفون كيفية البقاء على قيد الحياة في الفضاء العميق في ظروف هذه الرحلة الطويلة".
وتاريخيا، استغرق السفر إلى الفضاء بضعة أيام فقط على الأكثر، وبلغ متوسط الإقامة في المحطة الفضائية حوالي ستة أشهر. ولكن العلماء أوضحوا أن ندرة المعلومات حول كيفية تأثير رحلة مدتها عام واحد في الفضاء على جسم الإنسان، تمثل مشكلة كبيرة.
وهناك ثلاث مشاكل رئيسية تتعلق بالسفر في الفضاء لمدة عام أو أكثر: انعدام الجاذبية والإشعاع والاحتجاز في مكان مغلق.
وقال العلماء إن العيش في بيئة منعدمة الجاذبية يعني عدم الحاجة لعمل العضلات كما تفعل على الأرض، ما يضعفها بمرور الوقت. كما يؤدي ذلك إلى ضعف القلب والرئتين، ما يعني عدم قدرتهما على ضخ الأكسجين بشكل فعال في جميع أنحاء الجسم، وانخفاض كثافة العظام بأكثر من 1% شهريا، وبالتالي يصاب رواد الفضاء بهشاشة العظام.
وفي عام 2010، أجرت وكالة ناسا تجربة Mars500 حيث أمضى 6 رجال 520 يوما في غرفة بلا نوافذ في المعهد الروسي للمشاكل الطبية الحيوية في موسكو، لتحديد الآثار النفسية الناجمة عن الحبس لفترة طويلة.
وأفاد أفراد الطاقم في نهاية الدراسة بأنهم عانوا من الأرق واضطرابات النوم الأخرى.
أما بالنسبة للإشعاع، فيوفر الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي للأرض الحماية اللازمة من الإشعاع. ولكن في الفضاء، يواجه رواد الفضاء مستويات إشعاع تعادل تعرضهم للأشعة لمدة عام على الأرض خلال أسبوع واحد فقط.
وكشف العلماء أنه يمكن حماية رواد الفضاء من التعرض للإشعاع في مهمة طويلة إلى المريخ، من خلال بناء مركبة فضائية أكبر حجما أو استخدام مواد مضادة أكثر كفاءة، ما يجعل عمليات الإطلاق أكثر تكلفة وصعوبة.
الجدير بالذكر أن علماء الفلك يخططون لرحلات المريخ لأنه أحد الكواكب الوحيدة في نظامنا الشمسي التي "ربما استقطبت الحياة يوما ما".
وتقول ناسا إنها تعمل على ست تقنيات لإيصال البشر إلى المريخ بحلول نهاية العقد المقبل، بما في ذلك أنظمة دفع متقدمة ومعدات هبوط قابلة للنفخ لتوصيل مركبات فضائية أثقل، وبدلات فضائية عالية التقنية قابلة للتكيف مع مختلف ظروف المناخ.
كما تعمل على تصميم منزل ومختبر على عجلات يمكنه التنقل عبر تضاريس المريخ، لإجراء التجارب والسماح لرواد الفضاء بالبقاء على قيد الحياة مع توفير أنظمة الطاقة السطحية التي ستستمر في العمل بغض النظر عن الموقع أو الطقس.
المصدر: ديلي ميل