وتمكنت المركبة الجوالة برسفيرنس، من التقاط قمر المريخ فوبوس، والذي يعني اسمه "الخوف" باللغة اليونانية القديمة، والذي يبدو على شكل حبة بطاطس، وهو يمر أمام الشمس في 8 فبراير.
والتقطت مركبة ناسا الجوالة مشهد الكسوف من موقع بيرسي في فوهة جيزيرو (Jezero Crater) الذي تتواجد فيه حاليا.
وقام مهندسون من مختبر الدفع النفاث (JPL) التابع لناسا بتحميل 68 صورة لكسوف الشمس إلى مستودع الصور الأولية الخاص بمركبة برسفيرنس.
وتم تصوير اللقطات باستخدام كاميرا Mastcam-Z اليسرى للمركبة الجوالة، بينما كان القمر يسير في مداره، ويكسف جزءا من الشمس لمدة تزيد قليلا عن 40 ثانية.
والقمر صغير جدا بحيث لا يمكنه حجب الشمس بالكامل، وبدلا من ذلك يلقي ظلا مشوها أثناء مروره بين المريخ ونجمنا.
وقدمت كاميرا كاميرا Mastcam-Z الفيديو الأكثر تكبيرا لكسوف الشمس مع فوبوس حتى الآن.
ويشار إلى أن Mastcam-Z واحدة من اثنتين من أجهزة التصوير الاستكشافية الموجودة أعلى سارية برسفيرنس التي تشبه الرقبة والتي غالبا ما تستخدم للحصول على مناظر شاملة للمناظر الطبيعية للكوكب الأحمر.
وقال مارك ليمون، عالم الفلك في معهد علوم الفضاء في بولدر، كولورادو: "يمكنك رؤية التفاصيل في ظل فوبوس، مثل التلال والمطبات على سطح القمر. ويمكنك أيضا رؤية البقع الشمسية. ومن الرائع أن تتمكن من رؤية هذا الكسوف تماما كما شاهدته المركبة الفضائية من المريخ".
وتم اكتشاف فوبوس لأول مرة من قبل عالم الفلك الأمريكي آساف هول في عام 1877، وهو يدور حول الكوكب الأحمر على ارتفاع بضعة آلاف من الكيلومترات فوق السطح.
وكما هو الحال مع قمرنا الذي يتحكم في المد والجزر على الأرض، تمارس جاذبية فوبوس قوة مد وجزر صغيرة على الجزء الداخلي من الكوكب الأحمر، ما يؤدي إلى تشويه الصخور الموجودة في قشرة الكوكب ووشاحه قليلا. لكن هذا يغير أيضا مدار فوبوس.
ويقترب القمر ذو الشكل الغريب من سطح المريخ ومن المقدر له أن يصطدم بالكوكب خلال عشرات الملايين من السنين.
وقالت ناسا: "بهذا المعدل، إما أن يصطدم القمر بالمريخ خلال 50 مليون سنة أو يتفكك إلى حلقة".
ويتمتع فوبوس وقمر المريخ الآخر، ديموس، بتاريخ تكوين غامض، حيث لم يتمكن العلماء من معرفة ما إذا كانوا قد أتوا من حزام الكويكبات، أو من الاصطدامات، أو من بقايا الحطام من النظام الشمسي المبكر أو من بعض السيناريوهات الأخرى.
المصدر: مترو