ونشر فريق العلماء دراسته في مجلة Astrophysical Journal Letters.
يُذكر أنه تم اكتشاف مجرتين مذهلتين في وقت واحد. وتَبيّن أن إحداهما هي ثاني أبعد المجرات عن الأرض، والأخرى لم تكن بعيدة فحسب، بل وكانت أيضا رابع أكبر مجرة حجما في تاريخ الأرصاد الفضائية. وتم اكتشافها في كوكبة باندورا (Abell 2744) باستخدام تلسكوب "جيمس ويب ".
تبيّن أن كلتا المجرتين، كما لاحظ مؤلفو الدراسة، بعيدتان عنا بشكل لا يصدق. وتقعان على بعد حوالي 33 مليار سنة ضوئية. ويقول الباحثون أيضا إن هذه الأجرام السماوية تختلف بصريا عن المجرات البعيدة المعروفة الأخرى. وعادة ما تكون الأخيرة مرئية في صور تلتقطها التلسكوبات كنقاط حمراء. والمجرات المكتشفة حديثا تشبه الفول السوداني وكرات الزغب.
ويقول المؤلف الأول للدراسة بينجي وانغ من جامعة "بنسلفانيا": "معلوماتنا عن الكون المبكر قليلة جدا، لذا فإن الطريقة الوحيدة للتعرف على تلك الفترة الزمنية واختبار نظرياتنا حول تكوين ونمو المجرات المبكرة هي دراسة المجرات البعيدة جدا. وقبل أن نُجري تحليلنا، كنا نعلم أن "ثلاث مجرات فقط تقع على هذه المسافة البعيدة للغاية. وتشير دراسة المجرات الجديدة وخصائصها إلى تنوع مثل هذه الأجرام السماوية في الكون المبكر".
وحسب العالم، فإن الضوء الصادر من المجرات المكتشفة حديثا يسافر لفترة طويلة جدا قبل أن يصل إلى الأرض. ولذلك، فإنه يفتح للباحثين عمليا نافذة كونية على الماضي. ووفقا لتقديرات مؤلفي البحث العلمي فإن الضوء الذي اكتشفه تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي انبعث من كلتا المجرتين عندما كان عمر الكون حوالي 330 مليون سنة فقط.
وأوضح المؤلف المشارك في الدراسة جويل ليشا أن "الضوء المنبعث من هذه المجرات قديم، وهو أقدم من الأرض بحوالي ثلاث مرات. وإنه مثل منارة يخترق ضوءها طبقة رقيقة جدا من غاز الهيدروجين الذي ملأ آنذاك الكون المبكر. ومن خلال الضوء يمكننا أن نبدأ في فهم الفيزياء الغريبة التي حكمت المجرات في فجر الكون."
ومن الجدير بالذكر أيضا أن المجرتين المكتشفتين حديثا تُبيّن أنهما أكبر بكثير من المجرات الثلاث البعيدة التي عرفها العلم حتى الآن. وحجم إحداهما أكبر منها بست مرات على الأقل على الرغم من أن قطرها يقدّر بحوالي 2000 سنة ضوئية فقط. وعلى سبيل المقارنة، فإن قطر مجرة درب التبانة حوالي 100 ألف سنة ضوئية. وحسب العالم وانغ، فإن الكون المبكر كان مضغوطا للغاية، لكنه مستمر في التوسع. لذلك ليس من المستغرب أن تكون المجرات المبكرة أصغر حجما من المجرات التي تحيط بنا الآن.
المصدر: تاس