ويبلغ حجم الهيكل، الذي يطلق عليه اسم "الكرمة الكونية" (Cosmic Vine)، نحو 13 مليون سنة ضوئية.
ويُنظر إلى الهياكل الضخمة والكثيفة للمجرات على أنها أسلاف لعناقيد المجرات، وهي الأنظمة الأكثر ضخامة المرتبطة بالجاذبية في الكون. ولذلك، فإن اكتشاف الهياكل الجديدة من هذا النوع ودراستها بالتفصيل أمر أساسي لفهمنا لتكوين المجرات وتطورها.
والآن، اكتشفت مجموعة من علماء الفلك بقيادة شووين جين من الجامعة التقنية في الدنمارك، هيكلا جديدا من هذا النوع، وهو هيكل كبير يشبه الكرمة، ومن هنا جاء اسم "الكرمة الكونية" (Cosmic Vine).
وتم الكشف عن الهيكل عند انزياح أحمر قدره 3.44، في المنطقة الصغيرة بين كوكبتي الدب الأكبر والعواء، وتسمى "شريط النمو الممتد" (EGS) والتي تمت ملاحظتها باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي. وتم استكمال الملاحظات ببيانات من تلسكوب هابل الفضائي.
وتظهر الملاحظات أن "الكرمة الكونية" عبارة عن بنية طويلة وكبيرة للغاية، يبلغ طولها نحو 13.04 وعرضها 0.65 مليون سنة ضوئية. ولذلك، فإن هذا الهيكل أكبر بكثير من التجمعات المجرية المدمجة الأخرى والعناقيد الأولية عند انزياحات حمراء أعلى من 3.0.
ووجدت الدراسة أن "الكرمة الكونية" تتكون من ما لا يقل عن 20 مجرة ضخمة وستة مجرات ذات كثافة زائدة، ما يساهم في كتلة إجمالية عند مستوى 260 مليار كتلة شمسية.
والمجرتان الأكثر ضخامة في الهيكل، وهما مجرة A ومجرة E، وهي مجرات هادئة (مع معدلات تكوين النجوم أقل من 0.5 كتلة شمسية سنويا) وتعرض أشكالا يهيمن عليها الانتفاخ (مجموعة متراصة بإحكام من النجوم الموجودة ضمن تشكل نجمي أكبر).
ويشير العلماء إلى أنه من الممكن أن تصبح المجرة E ألمع مجرة عنقودية (BCG) إذا سقطت في قلب الكتلة في وقت كوني لاحق.
ووجدت الدراسة أنه من المرجح أنه تم إخماد مجرتي A وE بسبب الانفجار النجمي الناجم عن الاندماج في الـ 500 مليون سنة الماضية أو ردود فعل نواة المجرة النشطة (AGN) قبل الوقوع في قلب "الكرمة الكونية".
ويقترح العلماء إجراء المزيد من الأبحاث حول المجرات العنقودية الهادئة ذات الانزياحات الحمراء العالية، والتي يمكن أن تكون حاسمة في تحسين فهمنا لكيفية تشكل وتطور أكبر الهياكل في الكون.
المصدر: phys.org