والجسم المعني هو نجم نابض، وهو نوع من النجوم النيوترونية شديدة المغناطيسية.
وتماما مثل النجوم النيوترونية الأخرى (بقايا النجوم الضخمة التي انهارت)، تكون النجوم النابضة كثيفة للغاية وتميل إلى الدوران بسرعة حول محاورها.
ولكن على عكس النجوم النيوترونية الأخرى، يصدر النجم النابض أشعة ساطعة من الإشعاع الكهرومغناطيسي من قطبيه. وهذا يعطيها مظهر "النبض" في الفضاء، مثل منارة عند النظر إليها من مسافة بعيدة.
وكان النجم النابض المعروف باسم J1023 بمثابة لغز على مدى العقد الماضي. وهو يشكل جزءا من نظام نجمي ثنائي يبعد نحو 4500 سنة ضوئية ويدور بشكل قريب جدا من النجم المرافق له.
وعندما بدأ العلماء بمراقبة J1023 لأول مرة في عام 2009، كان يتصرف مثل أي نجم نابض آخر، حيث يومض بانتظام وبتردد كهرومغناطيسي ثابت.
ولكن في عام 2013، تغير شيء ما، وبدلا من عرض نبضات كهرومغناطيسية منتظمة، بدأ النجم النابض فجأة في التنقل بين حالتين: وضع الطاقة العالية، حيث تنبعث منه الأشعة السينية والضوء المرئي الساطع والأشعة فوق البنفسجية، ووضع الطاقة المنخفضة، والذي يتميز بموجات راديو أطول وأخفت. والأمر الأكثر غرابة هو أنه كان يتنقل بين هذه الأوضاع كل بضع ثوان.
ولم يسبق للعلماء أن شاهدوا نجما نابضا يتصرف بهذه الطريقة من قبل، لذا سرعان ما أصبح J1023 موضع اهتمام علماء الفلك. والآن، وبعد عقد من الملاحظات، يعتقد العلماء أنهم وصلوا إلى الجزء السفلي من سلوكه الغريب.
ونظرا لأن J1023 يدور بالقرب من رفيقه، فقد بدأت جاذبيته الشديدة في تجريد البلازما من هذا النجم الآخر. وتتجمع هذه المادة في قرص حول النجم النابض، حيث يتم تسخينها بسرعة شديدة بواسطة الرياح الشمسية للجسم، ما يرسل النظام إلى وضع الطاقة العالية.
وقال العلماء إنه بعد ذلك، بينما يدور J1023، تنطلق نقاط البلازما الساخنة فجأة وبشكل مثير في الفضاء مثل "قذائف المدفع الكونية". ويؤدي هذا إلى إعادة النجم النابض إلى وضع الطاقة المنخفضة في ثوان.
وفي بيان، وصفت مؤلفة الدراسة الرئيسية ماريا كريستينا باجليو، عالمة الفلك في جامعة نيويورك بأبو ظبي، الدورة بأنها سلسلة من "الأحداث الكونية غير العادية".
وفي الوقت الحالي، سيستمر الباحثون في دراسة هذا النجم النابض غير العادي، لكنهم سيبحثون عن "قذائف مدفعية" سماوية أخرى لتحديد ما إذا كان J1023 نظاما فريدا من نوعه، أو ربما واحدا من العديد من "جثث" النجوم المفعمة بالإثارة.
المصدر: لايف ساينس