وقال العلماء إن النيازك الغاضبة تحمل أدلة حول الطريقة الفوضوية التي ظهر بها عملاق الغاز خلال "حدث ضخم للنظام الشمسي".
وأوضح بن رايدر ستوكس، طالب الدكتوراه في الجامعة المفتوحة: "إن تكوين وهجرة الكواكب الغازية العملاقة مثل كوكب المشتري أمر بالغ الأهمية لتطور أنظمة الكواكب، ومع ذلك فإن توقيت هذه الأحداث في نظامنا الشمسي ما يزال غير مقيد إلى حد كبير. وتمثل نيازك Angrite بعضا من أقدم المواد في النظام الشمسي الداخلي، وبالتالي توفر نافذة حصرية للعمليات التي حدثت خلال تلك الفترة".
ويُعتقد أنه على مدى ملايين السنين، طاف المشتري باتجاه مركز النظام الشمسي وعاد للخارج مرة أخرى، في مرحلة ما كان يقترب من كوكب المريخ الآن. كما يُعتقد أن رحلة الكوكب أثرت بعمق على النظام الشمسي.
وأشار رايدر ستوكس: "يُعرف أحد أشهر النماذج لتشكيل كوكب المشتري باسم فرضية تغير الاتجاه الكبرى (Grand Tack) وتشير هذه الفرضية إلى أنه عند التكوين الأولي للمشتري، تم سحبه نحو الشمس بسبب جاذبيته. ومع ذلك، عندما تشكل زحل، أعاد كوكب المشتري إلى موقعه الحالي في النظام الشمسي".
وأضاف: "يُعتقد أن حركة الدخول والخروج هذه تسببت في اضطرابات الجاذبية للكويكبات والأجسام الأخرى التي تشكلت بالقرب من المشتري، ما تسبب في اصطدام هذه الأجسام ببعضها".
وفحص العلماء نيازك Angrite التي جمعتها بعثة بحثية مشتركة يابانية وبلجيكية في أنتاركتيكا، بالإضافة إلى نيازك أخرى عثر عليها في شمال غرب إفريقيا.
وقال رايدر ستوكس: "نيازك Angrite هي نيازك قديمة تشكلت في فترة زمنية مماثلة للتكوين والهجرة المقترحة لكوكب المشتري قبل نحو 4.5 مليار سنة. ونظرا لعصورها القديمة، فإن هذه النيازك مهمة للغاية في اختبار هذا النموذج".
وقام فريق دولي من العلماء بتحليل التركيب الكيميائي للنيازك مع التركيز على نظائر الأكسجين - أشكال مختلفة من نفس العنصر.
وقال الفريق إنه عثر، لأول مرة، على توقيعين لنظائر الأكسجين، ما يشير إلى أصلين كوكبيين مختلفين في عينة واحدة.
وشرح رايدر ستوكس: "تشير هذه الدراسة إلى أن هذه النيازك هي نتيجة اصطدام الكويكبات والأجسام ببعضها وربما بسبب اضطرابات الجاذبية في تكوين كوكب المشتري وحركته. وهذا، بالتالي، يوفر أول دليل تجريبي على هذا الحدث، الذي كان قد تم تصميمه من قبل فقط".
وكجزء من الخطوات التالية، يقوم العلماء بالتحقيق في محتوى الهيدروجين في العينات لفهم المزيد حول كيفية توصيل المياه إلى النظام الشمسي الداخلي.
نُشرت النتائج في مجلة Nature Astronomy.
المصدر: إندبندنت