وكشف العلماء أن الأخاديد غير العادية التي تغطي سطح فوبوس، والتي كان يُفترض سابقا أنها ندوب من اصطدام كويكب قديم، هي في الواقع أودية مملوءة بالغبار تتوسع مع تمدد القمر بفعل قوى الجاذبية.
ويبلغ عرض فوبوس نحو 17 ميلا (27 كيلومترا) في أوسع نقطة له ويدور حول المريخ على مسافة 3728 ميلا (6000 كيلومتر)، ليكمل دورانا كاملا حول الكوكب الأحمر ثلاث مرات كل يوم، وفقا لوكالة ناسا. وللمقارنة، يبلغ عرض قمر الأرض نحو 2159 ميلا (3475 كم)، ويبعد 238855 ميلا (384400 كم) من كوكبنا، ويستغرق نحو 27 يوما لإكمال مدار واحد.
ومع ذلك، مدار فوبوس حول المريخ، على عكس القمر الأرضي، غير مستقر: فالقمر هذا محاصر في دوامة الموت ويسقط ببطء نحو سطح المريخ بمعدل 6 أقدام (1.8 متر) كل 100 عام، وفقا لوكالة ناسا.
ولكن يمكن القول إن الميزة الأكثر غرابة لفوبوس هي سطحه الشريطي الغامض. وتغطي الأخاديد المتوازية، أو الخطوط السطحية، القمر. وتشير النظرية الأكثر قبولا على نطاق واسع إلى أن التصدعات تشكلت عندما اصطدم كويكب بفوبوس في مرحلة ما في الماضي، ما خلف حفرة بعرض 6 أميال (9.7 كم)، تُعرف باسم Stickney، في جانب القمر.
ولكن دراسة جديدة نُشرت في مجلة The Planetary Science Journal، تشير إلى أن الأخاديد قد تكون في الواقع نتيجة تمزق القمر ببطء بفعل جاذبية المريخ الشديدة بينما يدور فوبوس بالقرب من سطح الكوكب الأحمر.
وتوضح الدراسة الجديدة أنه عندما يقترب جسم واحد، في هذه الحالة فوبوس، من جسم أكبر منه، مثل المريخ، سيبدأ الجسم الأصغر في التمدد في خط باتجاه الجسم الأكبر، ويُعرف هذا باسم قوة المد والجزر.
وفي حالة فوبوس، من المتوقع أن تزداد قوة المد والجزر على القمر مع اقتراب فوبوس من سطح المريخ، حتى تصبح قوة المد والجزر في النهاية أكبر من الجاذبية التي تحافظ على القمر. كل هذا مرتبط بعضه ببعض.
وفي هذه المرحلة، سيتمزق فوبوس تماما، ومن المحتمل أن يشكل الحطام حلقة صغيرة حول الكوكب، مثل حلقات زحل، وفقا للدراسة.
وبينما أشارت الأبحاث السابقة إلى أن قوى المد والجزر أنتجت خطوط فوبوس، فقد تم رفض النظرية إلى حد كبير بسبب تكوين القمر "الرقيق"، ما يجعله ناعما جدا بحيث لا تتشكل مثل هذه الشقوق.
في الدراسة الجديدة، استخدم الباحثون المحاكاة الحاسوبية لاختبار فكرة أن سطح القمر الرقيق قد يستقر فوق طبقة فرعية متماسكة إلى حد ما. ووجدت المحاكاة أن القشرة الصلبة المدفونة يمكن أن تكون قد شكلت أخاديد عميقة يمكن أن يسقط فيها الغبار السطحي، ما يخلق أخاديد مرئية على السطح.
وكتب العلماء في الورقة البحثية: "نمذجة فوبوس ككوامة من الأنقاض الداخلية مغطاة بطبقة متماسكة، وجدنا أن إجهاد المد والجزر يمكن أن يخلق شقوقا متوازية مع تباعد منتظم".
وبمعدله الحالي، سيكمل فوبوس دوامة موته ويضرب المريخ في نحو 40 مليون سنة. ولكن إذا كانت قوى المد والجزر تمزق القمر بالفعل، فقد يتم تدمير القمر بالكامل قبل ذلك بوقت طويل، وفقا للعلماء.
المصدر: لايف ساينس