وشاهد مقراب سبيتزر الفضائي المجرة القزمة "وولف-لوندمارك-ميلوت" (WLM) في عام 2016، لكن أدواته لم يكن بإمكانها رصد التفاصيل التي التقطها جيمس ويب، وكانت الصور تُظهر النجوم على هيئة ضبابية.
وباستخدام ميكانيكا جيمس ويب القوية، تأمل ناسا في إعادة بناء تاريخ تشكل النجوم لهذه المجرة التي تعتقد أنها تشكلت منذ مليارات السنين - بعد فترة ليست طويلة من الانفجار العظيم.
وتُظهر الصورة قدرة جيمس ويب الرائعة على النجوم الباهتة المنحلة خارج مجرة درب التبانة - وهو أمر لم يكن ممكنا أبدا حتى الآن.
وشاركت وكالة ناسا على "تويتر" أنه، مقارنة بصور المراصد الفضائية السابقة، فإن صورة NIRCam الخاصة بجيمس ويب تجعل المكان بأكمله يلمع".
ويشار إلى أن NIRCM (الكاميرا القريبة من الأشعة تحت الحمراء) قادرة على اكتشاف الضوء من أقدم النجوم والمجرات.
وتم أخذ هذه الملاحظة كجزء من برنامج Early Release Science (ERS)، التابع لجيمس ويب، والذي ركز على جمهرة النجوم المنحلة (جمهرة النجوم هي مجموعة من النجوم داخل المجرة التي تشبه بعضها البعض في التوزيع المكاني، والتركيب الكيميائي والمعدنية، ولها نفس العمر).
وتم اختيار المجرة القزمة "وولف-لوندمارك-ميلوت" لهذا البرنامج لأن غازها مشابه للغاز الذي كوّن المجرات في الكون المبكر، ما يعني أن جيمس ويب يمكنه التفريق بين نجومها الفردية.
وتقع مجرة "وولف-لوندمارك-ميلوت" في جوار درب التبانة، ولكنها أصغر بعشر مرات من مجرتنا.
واكتشفت المجرة من قبل ماكس وولف في عام 1909، ولكن تم تحديد طبيعتها في وقت لاحق من قبل كل من كنوت لوندمارك وفيليبيرت جاك ميلوت في عام 1926.
وعلى الرغم من أن "وولف-لوندمارك-ميلوت" قريبة نسبيا من مجرتنا درب التبانة، إلا أنها معزولة إلى حد ما ولا تتفاعل مع الأنظمة الأخرى، وفقا لكريستين ماكوين من جامعة روتجرز، أحد العلماء الرئيسيين في Early Release Science.
ومع ذلك، نظرا لأن "وولف-لوندمارك-ميلوت" معزولة وغير متفاعلة مع درب التبانة، فهي موضوع رئيسي للدراسة.
وأشارت ماكوين في بيان لوكالة ناسا، إن غاز وولف-لوندمارك-ميلوت" غير غني إلى حد ما، من الناحية الكيميائية، وهذا لأن المجرة فقدت العديد من هذه العناصر من خلال ما يسمى بالرياح المجرية.
وعلى الرغم من أن وولف-لوندمارك-ميلوت" كانت تشكل النجوم مؤخرا، طوال الوقت الكوني، وكانت تلك النجوم تصنع عناصر جديدة، يتم طرد بعض المواد من المجرة عندما تنفجر النجوم الضخمة.
ويمكن أن تكون المستعرات الأعظمية قوية وحيوية بما يكفي لإخراج المواد من المجرات الصغيرة منخفضة الكتلة مثل وولف-لوندمارك-ميلوت".
وهذا هو السبب في أن "وولف-لوندمارك-ميلوت" موضع دراسة، حيث يمكن لعلماء الفلك ملاحظة كيفية تشكل النجوم وتطورها في المجرات الصغيرة تماما كما حدث عندما تشكل الكون لأول مرة.
ويمكننا أن نرى عددا لا يحصى من النجوم الفردية ذات الألوان والأحجام ودرجات الحرارة والأعمار ومراحل التطور المختلفة.
وقالت ماكوين: "إنها حقا صورة رائعة. وبطبيعة الحال، فإن المنظر أعمق بكثير وأفضل مما يمكن أن تراه أعيننا. وحتى لو كنت تنظر من كوكب في وسط هذه المجرة، وحتى إذا كان بإمكانك رؤية ضوء الأشعة تحت الحمراء، فستحتاج إلى عيون آلية لتتمكن من رؤية ما يراه ويب".
وتحتوي المجرة على نجوم منخفضة الكتلة، يُعتقد أنها تعيش منذ مليارات السنين، وهذا يعني أنها تشكلت بعد فترة وجيزة من الانفجار العظيم.
ويهدف العلماء إلى تحديد خصائص هذه النجوم منخفضة الكتلة، وتحديدا أعمارها، لاكتساب نظرة ثاقبة لما كان يحدث في الماضي البعيد جدا.
وأوضحت ماكوين: "نحن الآن ننظر إلى ضوء الأشعة تحت الحمراء القريبة باستخدام جيمس ويب، ونستخدم وولف-لوندمارك-ميلوت كنوع من المعايير للمقارنة (مثلما قد تستخدمه في المختبر) لمساعدتنا في التأكد من فهمنا لملاحظات جيمس ويب. نريد التأكد من أننا نقيس سطوع النجوم حقا وبدقة. ونريد أيضا أن نتأكد من فهمنا لنماذج التطور النجمي الخاصة بنا في الأشعة تحت الحمراء القريبة".
المصدر: ديلي ميل