وفي ذلك التاريخ، سيكون العملاق الغازي في مواجهة الشمس مباشرة من منظور الأرض، وهو ترتيب فلكي يُعرف باسم "المقابلة".
ويشار إلى أن ظاهرة "المقابلة" شائعة بالنسبة لكوكب المشتري، وتحدث كل 13 شهرا، ويتقارب الكوكب والأرض مرة واحدة تقريبا في السنة.
ونادرا ما يتزامن الترتيب الذي يضع الأرض بين الشمس والمشتري مع أقرب اقتراب للكوكب الضخم من كوكبنا، والمعروف باسم نقطة الحضيض. ولكن في هذه المناسبة، تحدث المقابلة في 26 سبتمبر وأقرب اقتراب يوم 25 سبتمبر.
ونتيجة لذلك، سيكون الكوكب الغازي العملاق مشرقا وكبيرا في السماء بشكل غير عادي، ما يوفر فرصة فريدة لمشاهدة معالمه.
ويجب أن يكون كوكب المشتري في موقع رئيسي لمراقبي السماء باستخدام منظار أو تلسكوب صغير لعدة أيام حول هذين الإنجازين.
وسيؤدي العثور على موقع ذي ارتفاع عال وسماء مظلمة وطقس جاف إلى رؤية جيدة للكوكب.
وتدور كواكب النظام الشمسي حول الشمس في دوائر بيضاوية الشكل، وليس في دوائر كاملة، لذلك فإن الأرض والمشتري يتقاطعان على مسافات متفاوتة.
وبينما تستغرق الأرض نحو 365 يوما للدوران حول الشمس، يسلك المشتري مسارا أكثر راحة حول النجم، ويكمل مدارا كل 4333 يوما أرضيا، أو 12 عاما أرضيا.
وخلال اقتراب الأسبوع المقبل، سيكون العملاقة الغازي، وفقا لبيان وكالة ناسا، على بعد نحو 367 مليون ميل (590 مليون كيلومتر) من كوكبنا.
وفي أبعد نقطة له، يبعد كوكب المشتري نحو 600 مليون ميل (960 مليون كيلومتر) عن الأرض.
وآخر مرة كان فيها كوكب المشتري قريبا جدا من كوكبنا، وآخر مرة تمكن فيها مراقبو السماء من رؤيته بهذا الحجم الكبير والسطوع في السماء، في أكتوبر 1963.
وتعني المحاذاة الكوكبية أن بعض سمات المشتري الأكثر روعة ستكون مرئية من الأرض.
وقال آدم كوبلسكي، عالم الفيزياء الفلكية في مركز مارشال لرحلات الفضاء التابع لناسا في ألاباما، في بيان لوكالة ناسا: "باستخدام منظار جيد، يجب أن يكون النطاق - على الأقل النطاق المركزي - وثلاثة أو أربعة أقمار غاليلية مرئية. ومن المهم أن نتذكر أن غاليليو رصد هذه الأقمار باستخدام بصريات القرن السابع عشر".
ويشار إلى ان أقمار غاليليو هي أكبر أربعة أقمار معروفة حتى الآن للمشتري، من بين أقمار الكوكب البالغ عددها 79 قمرا. وستكون هذه الأقمار، المسماة آيو وأوروبا وغانيميد وكاليستو، مرئية كنقاط مضيئة على جانبي عملاق الغاز.
وأضاف كوبيلسكي أن علماء الفلك الذين يستخدمون تلسكوبا أكبر وأكثر قوة، سيكون بمقدورهم مراقبة البقعة الحمراء العظيمة لكوكب المشتري، وهي عاصفة مستعرة في الغلاف الجوي للكوكب منذ قرنين على الأقل.
ويُعتقد أن البقعة الحمراء العظيمة، التي يبلغ عرضها 10000 ميل (16000 كم)، هي أكبر عاصفة في النظام الشمسي. وتصل سرعة هبوب الرياح فيها بين 270 ميلا في الساعة (430 كم / ساعة) و425 ميلا في الساعة (685 كم / ساعة).
وأشارت الملاحظات الأخيرة التي أجرتها مركبة الفضاء جونو التابعة لناسا عن البقعة الحمراء العظيمة إلى أن العاصفة لها عمق مذهل أيضا. ويبلغ عرض العاصفة بالفعل ضعف مساحة كوكبنا، وهي عميقة بما يكفي للوصول من قاع محيط الأرض إلى محطة الفضاء الدولية.
المصدر: سبيس