واكتشف المسبار، المصمم لالتقاط أقرب صور للشمس ودراسة المجال المغناطيسي للنجم، "التواء" غريبا على شكل حرف S في البلازما الشمسية في شهر مارس من هذا العام، ونشرت الملاحظة يوم الاثنين 12 سبتمبر.
ووصفت هذه الملاحظة في ورقة بحثية جديدة بأنها "أول دليل على حدوث ارتداد في الإكليل الشمسي".
وأجريت الملاحظة من خلال جهاز METIS الخاص بمسبار "سولار أوربيتر"، وهي أداة تحجب قرص الشمس لرصد الغلاف الجوي العلوي المحيط (الهالة).
ووقع افتراض مثل هذه الارتدادات في السابق، حيث اكتشفت المركبات الفضائية الأخرى، بما في ذلك مسبار "باركر" الشمسي التابع لوكالة ناسا، انعكاسات مفاجئة في المجال المغناطيسي في المنطقة المجاورة للشمس. ولم تُلاحظ عمليات التبديل هذه من قبل بشكل مباشر، حيث أن المركبات الفضائية التي اكتشفتها لم تكن مزودة بكاميرات خاصة.
على سبيل المثال، يغوص المسبار الشمسي "باركر" بشكل دوري في حدود بضعة ملايين من الأميال فقط من سطح الشمس. لكن درجة الحرارة في هذه المنطقة شديدة السخونة بحيث لا يمكن لأي تقنيات كاميرا موجودة أن تنجو من الغوص. والمسبار الشمسي، الذي يقترب من النجم بحذر أكبر، ويقترب فقط من ثلث المسافة بين الشمس والأرض، مجهز بكلا النوعين من أجهزة استشعار مراقبة الشمس - أدوات التصوير المباشر وكذلك تلك التي تقيس خصائص البيئة المحيطة.
ومن خلال مقارنة الصور التي التقطتها أدوات "سولار أوربيتر" عند أطوال موجية مختلفة من الضوء، أدرك العلماء أن الظاهرة الغريبة حدثت مباشرة فوق بقعة شمسية نشطة، وهي منطقة أكثر برودة على سطح الشمس حيث يكون المجال المغناطيسي للنجم ملتويا وكثيفا.
وأوضح دانييل تيلوني، عالم فيزياء الشمس بالمعهد الوطني للفيزياء الفلكية في تورينو بإيطاليا، في بيان: "أود أن أقول إن هذه الصورة الأولى لعودة مغناطيسية في الهالة الشمسية كشفت عن لغز أصلها".
وكان تيلوني أول من اكتشف الهيكل في البيانات التي تم التقاطت بواسطة METIS في 25 مارس الماضي، قبل أيام قليلة فقط من أقرب اقتراب لـ"سولار أوربيتر" من الشمس حتى الآن.
ويبدو أن الملاحظة تتطابق مع النماذج الرياضية لتحريك الارتداد التي طورها سابقا غاري زانك، عالم فيزياء الفضاء في جامعة ألاباما في هنتسفيل.
ووفقا لنمذجة زانك، يمكن أن تحدث عمليات التبديل فوق البقع الشمسية عندما تنكسر بعض الخطوط المغناطيسية المشوهة وتتصل بخطوط مغناطيسية مفتوحة ومتصلة بالمجال المغناطيسي بين الكواكب في النظام الشمسي.
وقال العلماء في البيان: "بدلا من كسر السوط، يطلق هذا طاقة اضطرابا على شكل حرف S يسافر إلى الفضاء، والذي ستسجله مركبة فضائية عابرة على أنه ارتداد".
ويعتقد العلماء أن هذه الانعكاسات قد تلعب دورًا في تسريع وتسخين الرياح الشمسية، وهي تيار الجسيمات المنبعثة من الشمس. ويمكن ملاحظة هذا التسارع بعيدا جدا عن الشمس، وحتى الآن، لا يوجد تفسير لدى العلماء لذلك.
المصدر: سبيس