وفي حالات نادرة، يمكن العثور على أنظمة كويكبات ثلاثية، مع قمرين يدوران حول جسم أولي أكبر، وكان هذا أكثر أنظمة الكويكبات تعقيدا حتى الآن.
وفي دراسة حديثة، اكتشف علماء الفلك لأول مرة كويكبا ليس له قمر واحد ولا اثنان، بل ثلاثة أقمار، ما يشكل نظام كويكبات رباعي.
ويطلق على الكويكب اسم 130 Elektra، أو اختصارا "إلكترا" (Elektra)، وكان معروفا للعلماء بالفعل أن "إلكترا" لديه قمرين، لكن القمر الثالث كان مختبئا في البيانات التي تم جمعها بواسطة التلسكوب الكبير جدا، التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي.
وهذا لا يجعله أكثر أنظمة الكويكبات المعروفة حتى الآن عددا فحسب، بل يوضح أيضا كيف يمكن أن يجد العلماء أقمارا أخرى خافتة لكويكبات يصعب رؤيتها في المستقبل.
وطور أنتوني بيرديو من المعهد الوطني للبحوث الفلكية في تايلاند خوارزمية جديدة لمعالجة البيانات واستخدمها لإلقاء نظرة جديدة على ملاحظات "إلكترا" من عام 2014.
وأكد عمل بيرديو القمرين المعروفين سابقا وسمح للقمر الثالث الخافت بالظهور، ولم يعد مخفيا بسبب سطوع الكويكب الرئيسي.
وكتب فريق علماء الفلك في ورقتهم البحثية: "إلكترا هو أول نظام رباعي تم اكتشافه على الإطلاق. وليس من غير المألوف أن يكون للكويكبات رفقاء أصغر، على الرغم من أنه من النادر جدا اكتشافها. ومن بين أكثر من 1100000 كويكب اكتشفناها، من المعروف أن أكثر من 150 كويكبا لها قمر واحد على الأقل".
واكتشف "إلكترا"، البالغ قطره نحو 260 كيلومترا (160 ميلا)، لأول مرة في حزام الكويكبات الرئيسي للنظام الشمسي بين المريخ والمشتري في عام 1873، لكن أول قمر له، المسمى S / 2003 (130) 1، لم يكتشف حتى عام 2003، أي بعد نحو 130 عاما. ثم اكتشف القمر الثاني، المسمى S / 2014 (130) 1، في عام 2014.
ويُطلق على القمر المكتشف حديثا اسم S / 2014 (130) 2، وهو أصغر وأقرب الأقمار إلى الكويكب، حيث يبلغ عرضه 1.6 كيلومتر، مقارنة بـ6 كم لـ S / 2003 (130) 1، و2 كم لقمر S / 2014 (130) 1. ويقع على مسافة مدارية تبلغ 340 كيلومترا، وهو خافت بمقدار 15 ألف مرة أقل من "إلكترا".
ويشار إلى أن القمر الصغير يدور حول "إلكترا" كل 16.3 ساعة. وقال المرصد الأوروبي الجنوبي في بيان يوم الاثنين: "الاكتشاف سيساعد علماء الفلك على فهم كيفية تشكل هذه الأقمار، ويقدم بدوره معلومات مهمة حول تكوين الكواكب وتطور نظامنا الشمسي".
وقد يكون نظام الكويكبات "إليكترا" هو الأول من نوعه الذي يتم اكتشافه، ولكن من المحتمل أن يكون هناك المزيد. ويمكن تطبيق طريقة تحليل البيانات في بيرديو على النظم المشتبه بها الأخرى.
المصدر: سي نت